المعدن الصّافي لا يقوى عن الصدأ، ومَن لا يُهذِّب نفسه بسلاح الإخلاص واليقين لا تهذّبه قوّة إلاّ الّتي تنبع من نفسه، ولا تنفعه أيّة تعويذة إلاّ إذا استعاذ بمولاه جلّ علاه ورجع إليه رجوع الآبق إلى سيّده وأصْلَح بين عقله ونفسه بالعدل والإنصاف. قال تعالى: ''وَإنْ طائِفَتان من المُؤمنين اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بينَهُما، فإنْ بغَت إحداهما عَلَى الأُخْرى فَقَاتِلُوا الّتِي تَبْغِي حتَّى تَفِيءَ إلَى أمْرِ اللهِ فإنْ فَاءَت فأصْلِحوا بَيْنَهُما بالعَدْل وَأقْسِطُوا إنَّ اللهَ يُحِبُّ المقسطين} الحجرات. وقال أيضًا: ''فَاتَّقُوا اللهَ وأصْلِحوا ذاتَ بيْنِكُم وأطيعوا اللهَ ورسولَهُ إنْ كُنتم مؤمنين'' الأنفال.1 والقتال بينهما مرير، وثمن النّصر على الغرور باهض. واعْلَم أنّ الدرع نِصف المحارب. ولا تبكي إلاّ فرحًا بالنّصر أو بالشّهادة عند لقاء المحبوب. قال عليه الصّلاة والسّلام: ''مَن أحبّ لقاء الله أحبّ الله لقاءه، ومَن كره لقاء الله، كره الله لقاءه''، وتأتي النّفس لتُحارب العقل على أرض الملذات، وتشتعل بينهما نيران الحسد والأضغان، وترميه بسِهام الطمع والجبن حتّى يفرّ هاربًا إن فقد صبره وعزمه وقوته الّتي منحها له الفؤاد السّليم. قال تعالى: ''وأعِدُّوا لهُم ما اسْتَطَعْتُم مِن قُوّة ومِن رِبَاطِ الْخَيْل تُرْهِبُون به عَدُوّ الله وعَدُوَّكُم'' سورة الأنفال.60