لا تزال الأوضاع في مصر مغلفة بمشهد سياسي معقد، حيث الدماء مازالت تسيل وقنابل الغاز المسيل للدموع تغطي سماء المحافظات، وإصرار كبير من محافظات القناة، الإسماعيلية والسويس وبورسعيد على كسر حظر التجوال الذي فرضه الرئيس محمد مرسي. أصدر الرئيس محمد مرسي قرارا جمهوريا بتفويض محافظي مدن القناة، بإلغاء حظر التجوال أو تخفيفه، حسبما تستدعي الحالة الأمنية، ويأتي ذلك في وقت حذر وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي من أن الصراع قد يؤدي إلى انهيار الدولة، داعيا كافة الأطراف إلى معالجة الأزمة، بينما تستمر الاشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن في محيط ميدان التحرير، وميدان ''سيمون بوليفار'' بالقرب من مبنى السفارة الأمريكية وسط القاهرة، اشتباكات لم تهدأ بين الطرفين وأسفرت عن سقوط ضحيتين وعشرات المصابين. وبالموازاة مع ذلك، تستعد القوى الثورية للخروج في مظاهرات حاشدة للمشاركة في مليونية الجمعة غدا، تحت شعار ''جمعة الخلاص''، وذلك استمرارا للتصعيد بعد تجاهل الرئيس مرسى لمطالب القوى الثورية.سياسيا، أطلق الدكتور محمد البرادعي، القيادي بجبهة الإنقاذ الوطني المعارضة ورئيس حزب الدستور، مبادرة جديدة دعا فيها الرئيس محمد مرسي إلى عقد اجتماع فوري مع وزيري الدفاع والداخلية، وحزب الحرية والعدالة، وقيادات التيار السلفي وجبهة الإنقاذ، لاتخاذ خطوات عاجلة لوقف العنف وبدء حوار جاد، وهي المبادرة التي تباينت بشأنها ردود الفعل في صفوف تيار الإسلام السياسي، حيث رحب حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين، الذي رأى فيها مبادرة جديرة بالدراسة، فيما رفض البعض الآخر إقحام الجيش في الشأن السياسي.