● قال البرادعي رئيس حزب الدستور والقيادي بجبهة الإنقاذ، إن مصر تحتاج فورا لاجتماع بين الرئيس ووزيري الدفاع والداخلية وحزب الحرية والعدالة الحاكم والتيار السلفي وجبهة الإنقاذ لاتخاذ خطوات عاجلة لوقف العنف وبدء حوار جاد. وكانت جبهة الإنقاذ التي تقود المعارضة قالت يوم الاثنين أنها لن تقبل دعوة وجهها مرسي لحوار وطني إلا بشروط تضمن جدية الحوار منها رفع حالة الطوارئ التي فرضها مرسي في مدن قناة السويس يوم الأحد. وأضاف البرادعي المدير العام السابق لوكالة الطاقة الذرية، أن وقف العنف هو الأولوية وبدء حوار جاد يتطلب الالتزام بالضمانات التي طرحتها جبهة الإنقاذ وفي مقدمتها حكومة إنقاذ وطني ولجنة لتعديل الدستور. وكان الرئيس محمد مرسي، أصدر قرارا جمهوريا منتصف ليل الثلاثاء بتفويض محافظي بورسعيد والسويس والإسماعيلية في أمر تخفيف حظر التجول أو إلغائه حسبما تستدعي الحالة الأمنية في نطاق هذه المحافظات، وكان مرسي قد قرر فرض حظر التجول في تلك المحافظات التي تقع على قناة السويس وانتشر فيها العنف بالتزامن مع الذكرى الثانية لثورة »25 يناير« والنطق بالحكم في قضية مجزرة ملعب بورسعيد. وكانت الرئاسة ذكرت أمس الأول أن الرئيس سيقرر في جلسة الحوار الوطني الثانية الأسبوع المقبل ما إذا كان سيقلص حالة الطوارئ التي فرضها أو يلغيها وفقا للتقارير الأمنية التي ترده من القيادات ومسؤولي الأمن. وقتل 52 شخصا في الاضطرابات التي رافقت الذكرى السنوية الثانية للانتفاضة الشعبية التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك قبل عامين والتي يقول منتقدو مرسي إنه خان قيمها، بينما يقول مؤيدوه إن المحتجين يريدون الإطاحة بأول رئيس منتخب ديمقراطيا في مصر والذي ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين التي كانت محظورة في عهد مبارك ليصبح لها دور مهيمن في مصر منذ سقوطه في أوائل .2011 وقد ذكرت تقارير إعلامية أمس، أن الاشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن استمرت طوال ليلة الثلاثاء إلى الأربعاء في جميع محافظات ومدن مصر تقريبا، وكان أسخنها على الإطلاق ما جرى في محافظة كفر الشيخ، حيث اعتلت قوات الأمن سطح مبنى المحافظة وظلت تطلق قنابل الغاز على المتظاهرين الذين كانوا يردون بالحجارة. وفي الإسكندرية ظلت المسيرات والتجمعات حتى فجر أمس بينما حاول متظاهرون اقتحام قسم شرطة دمنهور عاصمة محافظة البحيرة وسط اشتباكات كثيفة مع قوات الأمن أطلقت فيها القنابل الصوتية والقنابل المسيلة للدموع. أما في مدن القناة الثلاث، السويسوبور سعيد والإسماعيلية، التي تم عزلها بقرار من الرئيس المصري محمد مرسي عن طريق فرض قوانين الطوارئ وحظر التجول، ظل السكان يحتفلون في الشوارع طوال الليل ويلعبون كرة القدم ويغنّون الأغاني الشعبية في تحد واضح لقرارات الرئيس وللجيشين الثاني والثالث اللذين تم نشرهما بعد فرض قوانين الطوارئ وحظر التجول. وفي القاهرة كانت الأحداث أكثر عنفا واتساعا وخطرا، إذ استمرت الاشتباكات لليوم السادس على التوالي في محيط ميدان التحرير، كما بدأت الاشتباكات أمام قصر الدوبارة المجاور للسفارة الأمريكية وفي ميدان سيمون بوليفار وارتفع عدد المصابين بطلقات الخرطوش إلى 32 شخصا ومئات الحالات من الاختناق وفقدان الوعي بتأثير قنابل الغاز التي كانت تنهال بكميات هائلة على المتظاهرين طوال الليل وحتى الصباح. ولا تزال الاشتباكات مستمرة في هذه المنطقة.