مخيّمات اللاجئين المسلمين في مينمار لا تصلح للعيش البشري كشف الأمين العام المساعد في منظّمة التعاون الإسلامي، المكلّف بالشؤون الإنسانية، عطا منان بخيت، أن حكومة مينمار لم تستجب لطلب المنظّمة بالسماح للأمين العام للمنظّمة، وعدد من وزراء الخارجية الأعضاء في المنظّمة، بزيارة إقليم أراكان. وأكّد أن المنظّمة لن تقدّم أيّ مساعدات إنسانية إلى مينمار قبل أن تتأكّد بأنها تُرسَل إلى مستحقيها. كيف هي أوضاع المسلمين في إقليم أراكان بمينمار؟ زرنا أراكان مرتين في نهاية أوت 2012، وكنا أول وفد إسلامي يدخل أراكان بعد موافقة الحكومة (البورمية). وما شاهدناه من مآس في أراكان كان حجمها على الأرض أكبر من حجمها في الإعلام حينها. كان هناك ضحايا من الطرفين، سواء من المسلمين الروهينغا أو من البوذيين الراخين، لكن أعداد الضحايا المسلمين أكبر بكثير من الضحايا البوذيين. وفي مدينة ستيوي عاصمة إقليم أراكان تمّ طرد كل المسلمين منها إلى مخيّمات في مناطق زراعية أقيمت لهم خارج المدينة. والحكومة البورمية أقرّت بضعف إمكانياتها للتكفّل بوضعية اللاجئين. وبعد إطلاعنا على وضعية اللاجئين البوذيين وجدنا أن وضعيتهم متوسّطة إلى جيدة، وهم مقيمون داخل المدينة. أما اللاجئون المسلمون فأوضاعهم الإنسانية مزرية للغاية، وشاهدنا أعداد كبيرة منهم مكدّسة في مكان ضيق، في وضعية لا تصلح للعيش البشري. وبسبب الأمطار الغزيرة وجدنا الكثير من الأطفال يعانون من أمراض ونزلات برد. هل توصّلتم إلى اتّفاق مع الحكومة البورمية لإيجاد صيغة لمساعدة المسلمين الروهينغا، ووقف عمليات الإبادة والتهجير القسري؟ طلبنا من حكومة مينمار أن تسمح لنا بالعمل هناك وفتح مكتبين في العاصمة رانغون وفي مدينة ستيوي. وما أريد أن أؤكده أن الحكومة البورمية طلبت أن يكون تقديم المساعدات لجميع اللاجئين دون تفريق بين دياناتهم أو أعراقهم، وهذا أمر عادي ومقبول بالنسبة لنا. ووقّعنا اتفاقية معها، لكنها لم تدخل حيز التنفيذ بعد، بسبب تعقيدات حكومية، ولم يسمح لنا بزيارات أخرى أو تقديم مساعدات للمسلمين الروهينغا. وقدّمنا طلبا رسميا لحكومة مينمار ليقوم الأمين العام لمنظّمة التعاون الإسلامي، برفقة وزراء خارجية بعض الدول الأعضاء، بزيارة أراكان، وكتبنا لحكومة مينمار من أجل أن تكون هذه الزيارة قبل انعقاد مؤتمر منظّمة التعاون الإسلامي في مصر (هذا الشهر)، ولكن طلبنا لم يُستجب له. ونحن طلبنا من الأممالمتحدة، ومن منظّمة آسيان التدخّل في هذا الشأن، خاصة وأن كلاّ من أندونيسيا وماليزيا عضوان في الآسيان، وقد عيّن الأمين العام لمنظّمة التعاون الإسلامي مبعوثا خاصا لمينمار، وهو يوسف كالا، نائب رئيس وزراء أندونيسيا سابقا، وهو يرتّب لزيارة جديدة. وطلبنا من مينمار السماح لممثّل الشؤون الإنسانية في المنظّمة بالتحرّك، لأنه لا يمكننا تقديم أيّ مساعدات إنسانية إلا إذا تأكّدنا بأنها تذهب إلى مستحقيها. وهل هناك مساعدات تقدّمونها لللاجئين الروهينغا في بنغلاديش؟ لم نتصلّ بحكومة بنغلاديش.. لكن سيزورها وفد من منظّمة التعاون الإسلامي للتحدّث معهم بشأن اللاجئين الروهينغا. وقد وصلتنا من منظّماتنا أنها تجد صعوبات للوصول إلى مخيّمات اللاجئين المينماريين، لكن لا توجد مشكلة كبيرة مع بنغلاديش، لأنها دولة عضوة في المنظّمة.