كيف هي أوضاع مسلمي بورما في هذا الشتاء؟ معظم الناس في مخيمات مؤقتة وصفتها الأممالمتحدة بأنها الأسوأ في العالم، وهذه المخيمات موجودة في الجبال وعلى ساحل أركان في بورما، وهي مناطق بعيدة ويصعب الوصول إليها، والحكومة البورمية لا تسمح للمنظمات الإنسانية بالوصول إلى مخيمات المسلمين الروهينغا إلا بعد إجراءات طويلة، والمساعدات الإنسانية التي ترسلها الدول الإسلامية إلى الروهينغا تقوم الحكومة البورمية بتوزيعها على البوذيين الجبليين الذين أتت بهم إلى قرى المسلمين حيث أقاموا فيها مخيمات مزيفة وصادروا أراضي المسلمين، الذين يعيشون الظلم ونقصا حادا في المواد الغذائية، وهم يموتون الآن من المجاعة والبرد وقلة الدواء والعلاج. لماذا تعتقل الحكومة البورمية أعدادا كبيرة من المسلمين الروهينغا، ما هي تهمتهم؟ هذه خطة مدبرة لتصفية المسلمين من أركان (إقليم في بورما)، وفي بوسيدون يقع سجن كبير، يحتجز فيه أكثر من 10 آلاف مسلم بريء كلهم من الشباب والشيوخ وليس لهم أي علاقة بالعنف، فهم معتقلون بدون اتهام، ويكفي أن تكون مسلما لتعتقل، فهناك حرب لتهجير المسلمين من بورما، والذين لم يهاجروا يعتقلون ويوضعون في هذا السجن ويعذبون كل يوم وهم عرايا، الأب أمام ابنه، والأخ أمام أخيه، ولم تزر المنظمات الإنسانية هذه السجون ولا يسمح لها بزيارتها. ما هو موقف المنظمات الإنسانية العالمية حيال ما يجري للأقلية المسلمة في بورما؟ العديد من المنظمات العالمية للدفاع عن حقوق الإنسان قالوا إن الحكومة البورمية تشن حرب إبادة وتطهيرا عرقيا ضد المسلمين، تشمل القتل والاغتصاب والتهجير القسري والاعتقالات التعسفية، لكن الأخطر من ذلك أن الحكومة عندما فشلت في التطهير العرقي، فتحت المجال للشيعة عبر منظمة الخميني الإغاثية، نظرا للعلاقات الجيدة التي تربط بورما مع إيران منذ الستينات، وكذلك الصليب الأحمر، للقيام بعمليات إنسانية لمسلمي الروهينغا بهدف التشييع والتنصير، في حين تمنع المنظمات الإنسانية من دول الخليج من النشاط بما فيها منظمة التعاون الإسلامي التي ألغت قرار السماح لها بفتح مكتب في أركان. والمسلمون في بورما سنّة، ورغم عمليات تنصير الروهينغا في بورما وفي مخيمات اللاجئين في بنغلاديش، إلا أنه ولا مسلم من أركان تنصر أو تشيع. الغرب أشاد بالتحول الديمقراطي في بورما ونهاية الحكم العسكري فيما لم تتحسن أحوال المسلمين هناك؟ هناك أسباب تاريخية وأخرى دينية، فأركان كانت منذ قرون مملكة مستقلة، والحكومة تخشى إن أقيمت ديمقراطية في البلد أن يسعى المسلمون لإعادة إحياء مملكتهم القديمة، خاصة أن هناك الكثير من المثقفين الروهينغا في ماليزيا وبنغلاديش والخليج وأمريكا، والسبب الثاني أن الحكومة تريد أن تكون بورما مجتمعا خاصا بالبوذيين فقط، والرئيس الحالي كان جنرالا سابقا وكان عضوا في لجنة قانون الجنسية والذي ألغى الجنسية البورمية عن شعب الروهينغا في ,1982 وقبل 20 سنة قاد هذا الجنرال عمليات وحشية ضد المسلمين.