تترجم رواية ''ظل الأزوادية'' الصادرة، منذ أيام، عن دار ''الساحل''، لرابح بوكريش، يوميات ''أبو الخير''، هذا الشاب المغربي الذي قاده يُتمه وحرمانه إلى امتهان عدة وظائف حقيرة، قبل أن ينتقل إلى مهنة التصوير التي جعلت منه، لاحقا، مصوّرا صحفيا لامعا، بعد أن كانت عدسة كاميراته تقتصر على التقاط صور تذكارية للسيّاح. تنطلق أحداث الرواية التي تعدّ رابع تجربة أدبية لرابح بوكريش، من اللقاء الذي جمع ''أبو الخير'' مع مدير جريدة انتشله من وحل الرذيلة الذي كان غارقا فيه، بتوظيفه في مؤسسته الإعلامية كمصوّر، ليدشّن مهمّاته من تونس التي انتقل إليها لنقل صور حية عما خلفته ''ثورة الياسمين''. وفي خضم هذه المهمة التي استهوته كثيرا، يتباحث ''أبو الخير'' مع مدير الجريدة، حول إمكانية إرفاق الصور بمقالات تحمل توقيعه الشخصي، فيوافق المدير، ما يجعل المهمّات تتوالى عليه، كتلك التي قادته إلى مصر، ثم ليبيا واليمن، فسوريا. كما ترصد الرواية التي جاءت في 349 صفحة، باللغة العربية، وقوع ''أبو الخير'' في حب ''ماريا''، وهي فتاة فرنسية تعرّف عليها حين كان يشتغل في وظيفة حقيرة، وكان يعتزم الارتباط بها، غير أن عائلة الفتاة رفضت العلاقة، وهو الرفض الذي سرعان ما تحوّل إلى قبول، بعد أن أخذ ''أبو الخير'' يشتهر إعلاميا، فيتقدم لخطبتها، لكن الموت يسبقه إليها ويخطف روحها إثر عملية إرهابية. وإثر هذه الفاجعة، يقرر ''أبو الخير'' العودة إلى المغرب، ومنه البحث عن الجاني، وبمساعدة من المخابرات يتوصل إلى تحديد هوية الجماعة الإرهابية التي قتلت حبيبته، فينزح إلى الجزائر وبعدها مالي للانتقام منها. وأثناء رحلة البحث هذه، يتعرف على فتاة أزوادية تدعى ''مريم''، وهي صورة طبق الأصل عن الراحلة ''ماريا''. وهنا، يشرع ''أبو الخير'' في سرد الأحداث التي تدور رحاها في منطقة الأزواد، بمختلف تجلياتها.