يعاني تلاميذ المدارس، بعدة بلديات في ولاية الشلف، من استمرار ظاهرة ''الأمعاء الخاوية''، بفعل حرمانهم من تناول وجبات غذائية، سواء كانت ساخنة أو باردة، أثناء مزاولتهم للدراسة. وقد اجتمعت عدة ظروف لبقاء الوضع على حاله، منها العجز في الهياكل وتجاهل مسؤولي البلديات التكفل بإطعام تلاميذ المدارس الابتدائية التي تقع تحت وصايتهم. وقد سجلت الإدارة الوصية نقصا في مجال الإطعام المدرسي بعدد من المؤسسات التربوية عبر البلديات، الأمر الذي انعكس سلبا على مستوى التمدرس بهذه المناطق. وقدرت إدارة القطاع حجم العجز المسجل في مجال الإطعام بنحو 80 مطعما يتعين إنجازها عبر عدد من البلديات، خاصة بالمدن الكبرى للولاية التي يطرح بها مشكل ندرة العقار لاستقبال هذه الهياكل. وحسب مصادرنا، فإن عدد المطاعم المدرسية المفتوحة وصل إلى نحو 570 مطعم، توفر الوجبات الساخنة لأكثر من 106 آلاف تلميذ يوميا. ورغم أن الولاية خصصت نحو 3 ملايير سنتيم، السنة الماضية، من ميزانية الولاية لتغطية عجز البلديات في توفير وجبات غذائية لتلاميذ المدارس التي لا تتوفر على مطاعم، إلا أن المشكل مازال مطروحا بعدد من البلديات، منها بريرة، الهرانفة، مصدق، الزبوجة، الحجاج وبني بوعتاب، في انتظار إنجاز مطاعم جديدة بها. ويشتكي الأولياء من الانعكاسات السلبية لعدم إطعام أبنائهم على صحتهم الجسدية والنفسية، نتيجة مصارعتهم للجوع طيلة النهار. وفي أحسن الأحوال تجتهد بعض المدارس في توفير وجبات باردة، يصعب على الأطفال تناولها تحت تأثير قساوة البرد التي تميز المنطقة في هذا الفصل. ويعترف بعض الأولياء من محدودي الدخل أنهم يتحملون مصاريف إضافية من أجل تمكين أبنائهم من بعض المواد الغذائية المعلبة، رغم انعدام شروط حفظها داخل محافظهم، ما يشكل خطرا إضافيا على صحة التلميذ. وتساءل محدثونا عن دور مسؤولي مفتشية التغذية المدرسية في تفحص ومراقبة نوعية الوجبات المقدمة، لكونها تفتقد إلى المكونات الأساسية للتوازن الغذائي الصحيح. وتفيد مصادرنا أن انعدام المراقبة المستمرة ساعد بعض مسؤولي المؤسسات التربوية على سوء التسيير والاستيلاء على كمية من المواد الغذائية لفائدتهم الخاصة بتواطؤ من الممونين أو المكلفين بمهمة المراقبة.