أكثر من 4 آلاف اعتداء تورّط فيها تلاميذ متسربون خصوصا من المتوسطات كشف تقرير حديث لمجلس أساتذة التعليم الثانوي والتقني، أن عصابات منظمة أصبحت تستغل تلاميذ الابتدائي والمتوسط، لترويج المخدرات داخل المؤسسات التربوية وخارجها، بعد أن تقوم باستدراجهم لمغادرة مقاعد الدراسة، وهو ما أكدته أرقام مصالح الدرك الوطني التي أعلنت أن أكثر من 4 آلاف اعتداء، سجلت في العاصمة وما جاورها، تورّط فيها تلاميذ متسربون خاصة من التعليم المتوسط. حذر المجلس الوطني المستقل لأساتذة التعليم الثانوي والتقني الموسع، من تراجع خطير لمستوى التعليم في الطورين الابتدائي والمتوسط، بسبب نقائص تم تسجيلها من خلال تحقيقات شملت ولايات عديدة، بيّنت أن خللا كبيرا يميّز تسيير هذه المؤسسات التربوية، ناهيك عن الإجحاف الذي مسّ معلمي المدرسة الابتدائية وأساتذة التعليم الأساسي، بعدم إدماجهم في الرتب القاعدية، رغم السنوات الطويلة التي عملوا فيها بالقطاع. وطالب ''الكناباست''، في تقرير تحوز ''الخبر'' نسخة منه، سيتم تسليمه إلى وزير التربية في إطار عملية التقييم والاستشارة الواسعة التي شرعت فيها مصالحه مؤخرا، بالتعجيل في تعيين مرشد نفسي في كل متوسطة لمعالجة مشاكل المراهقين، وبالتالي مواجهة مختلف الظواهر النفسية التي تؤدي إلى التسرب المدرسي والعنف، بعد أن تم تسجيل ارتفاع معدلات الإجرام وسط المراهقين المتسربين من المتوسطات والثانويات، لتنتقل الظاهرة إلى الابتدائيات، حيث تحوّل تلاميذها إلى هدف سهل لمروجي المخدرات، الذين يقومون ب''توظيف'' الأطفال لتسويق هذه المواد السامة. من جهة أخرى، أشار تقرير مجلس أساتذة التعليم الثانوي والتقني، إلى مشكل كبير تم تسجيله على مستوى الابتدائيات، يتمثل في غياب قاعات المعلمين، ما يقف وراء لجوء هؤلاء إلى استعمال أروقة المؤسسات التربوية وحتى حجرات الدراسة، كمكان للاجتماعات والاتصال، والأخطر من هذا أن يتم ذلك خلال ساعات التدريس. ليس هذا فقط، فعدم وجود مساعدين تربويين في المدارس الابتدائية، يجبر المعلم على تولي عملية حراسة التلاميذ في الساحة والمطعم، ليضاف ذلك إلى حجم ساعي بثلاثين ساعة، وأي تقصير في هذا الإطار يعرّضه للعقاب، يقول التقرير، علما أن المعلم يدرّس جميع الأنشطة والمواد العلمية والأدبية، بالإضافة إلى مواد النشاط، ما يجعله مطالبا بتحضير أكثر من عشر مذكرات يوميا. وتقترح النقابة العمل بالتخصص في هذا الطور، حيث يكون هناك معلم للمواد الأدبية ومعلم للمواد العلمية واللغة الفرنسية، ومواد النشاط تقسم على جميع المعلمين مهما كان تخصصهم. وحذر تقرير ''الكناباست''، في المقابل، بالنسبة للمتوسطات، من تراجع مستوى التلاميذ في مادتي التربية الإسلامية والتربية المدنية، بسبب عدم وجود مختصين في تدريسها، وأشار إلى مشكل كبير في شهادة التعليم المتوسط، نتج عنه عدم تكافؤ الفرص بين الممتحنين. وشدد التقرير أيضا على تدريس مادتي العلوم والفيزياء بساعتين اثنتين كحصص تطبيقية وساعة واحدة في الحصة النظرية، كما كانت قبل الإصلاحات، إضافة إلى ضرورة احتفاظ الأساتذة المدمجين من السلم 11 إلى السلم ,12 بالمنصب العالي، منسق مادة ومنسق القسم، المكتسب سابقا.