يوم صاخب ومليء بالمظاهرات والمسيرات الاحتجاجية عاشتها معظم المحافظات المصرية، أمس. مظاهرات وإن اختلفت شعاراتها ومطالبها إلا أن الشارع كان طريقها الوحيد، حيث خرج مئات الآلاف من المتظاهرين المؤيدين للرئيس مرسي في مسيرات حاشدة، من مختلف مساجد القاهرة والمحافظات المجاورة في اتجاه تمثال النهضة، أمام جامعة القاهرة، بينما كانت وجهة أنصار المعارضة قصر القبة الرئاسي، للمطالبة بإسقاط حكم الرئيس مرسي وإقالة الحكومة. بالرغم من اختلافات وجهات النظر والمطالب الشعبية، يبقى الشارع الحاضن الوحيد للإخوة الفرقاء لحين تحقيق مطالبهم، إذ يرى كل واحد منهم أنها الأصلح لمسيرة ثورة ال25 جانفي، وخرجت الجماعة الإسلامية بعد غياب عن الميادين، في مليونية ''معا ضد العنف'' التي دعت لها، وشارك فيها عدد من أحزاب التيار الإسلامي، بينما قالت جماعة الإخوان المسلمين إن مشاركتها في المليونية رمزية، للتأكيد على نبذ العنف والتنديد بمواقف جبهة الإنقاذ الوطني المعارضة، التي ترى الجماعة الإسلامية بأنها تزيد من العنف والفوضى والاحتقان، رافعين شعارات تندد بالعنف الممارس في الشارع، ودعوة الثوار لاستكمال مسيرتهم السلمية من أجل تحقيق أهداف ومبادئ الثورة. وقالت الجماعة الإسلامية إنها مستعدة لحماية الثورة وأن من يطالبون بتعديل الدستور وإقالة الحكومة لا يمثلون إلا أنفسهم، متهمة جبهة الإنقاذ بإعطاء غطاء سياسي لمن وصفتهم ب''البلطجية''، لإثارة العنف والفتنة، وأشارت إلى خطورة الخروج عن الشرعية، وأنه لا يمكن الإطاحة بشرعية الرئيس ونظامه بالمولوتوف والقنابل الحارقة والمظاهرات المناوئة. وعلى الجانب الآخر، توجه الآلاف من المتظاهرين إلى قصر القبة الرئاسي، للمشاركة في مليونية ''كش ملك''، التي دعت لها 38 حركة وائتلافا شبابيا، حيث كثفت قوات الأمن من تواجدها أمام القصر لحمايته، وتحسبا لمحاولات اعتداء من قبل المحتجين الساخطين على الرئيس مرسي ونظامه، وطافت المسيرات الغاضبة القصر مطالبة بإسقاط حكم الرئيس مرسي ومطالبة الجماعة بالكف عن التدخل في شؤون الرئاسة، رافعين صورا للرئيس المصري الراحل الزعيم جمال عبد الناصر، مكتوب عليها ''عبد الناصر قالها زمان الإخوان ليس لهم آمان''. وفي أجواء خلت من الاشتباكات مع عناصر الشرطة، أكد المتظاهرون على ضرورة تعديل المواد الخلافية في الدستور، الذي وصفوه ب''المعيب''، وإقامة محاكم ثورية لمحاكمة قتلى الثوار منذ اندلاع الثورة، وإلى غاية سقوط آخر شهيد، وناشدوا الدولة اتخاذ إجراءات حاسمة لوقف العنف ومواجهة فتاوى التكفير والقتل، وضرورة تشكيل حكومة إنقاذ وطني. وفي ميدان التحرير، وسط القاهرة، سادت حالة من الغضب وسط المتظاهرين الذين أقاموا جنازة رمزية للشهيد الطفل عمر صلاح، المعروف ب''شهيد البطاطا''، مطالبين بإعادة الحق للشهداء، وطاف زملاء عمر صلاح ميدان التحرير بعربات البطاطا تنديدا بمقتله.