يعيش الحي العتيق ''الأربعين شريف''، بالمدينة القديمة، في قسنطينة، على وقع تصوير الفيلم السينمائي التاريخي ''الشتاء الأخير'' للمخرج حسين ناصف، المقتبس عن رواية الأديب بدر الدين ميلي ''الفتحة والجدار''، والذي نقل تاريخ مدينة الجسور المعلقة إبان الحقبة الاستعمارية. حضرت ''الخبر'' تصوير مشاهد من الفيلم السينمائي التاريخي ''الشتاء الأخير''، ورافقت طاقم العمل إلى دار بن تليس، بالحي العتيق ''الأربعين شريف''، بمدينة قسنطينة القديمة، التي وقّعت فيها جملة من مشاهد الفيلم، المقتبس عن رواية الأديب بدر الدين ميلي ''الفتحة والجدار''، على غرار تصوير اجتماع ولقاء لبعض المناضلين السياسيين في ''دار الخوجة''، جاعلين من وليمة الغذاء غطاء وحجة لتجمّعهم. وذكر المؤلف وكاتب السيناريو بدر الدين ميلي، في تصريح ل ''الخبر''، أن الفيلم الذي يأتي في أربع ساعات ونصف، مقسم إلى ثلاثة أقسام، كل واحد يتناول حقبة زمنية معينة عاشتها قسنطينة، حيث تدور جميع أحداث الفيلم بمدينة الجسور المعلقة، وصورت أغلب مشاهده بمنطقتي عوينة الفول وكروش عبد الحميد. ويشارك في الفيلم 30 ممثلا رئيسيا، و30 ممثلا أوكلت لهم أدوار ثانوية، بالإضافة إلى أكثر من 150 وجه، يمثلون ثلة من الوجوه التلفزيونية والسينمائية المعروفة على الساحة الوطنية والمحلية، على غرار الزاوي محمد الطاهر الذي أدى دور عيسات إيدير، عبد الحق بن معروف، موني بوعلام، لويزة حباني ومولود بن سعيد وغيرهم. واختيرت الأحياء العتيقة لقسنطينة وبعض المؤسسات، على غرار المدرسة الابتدائية محمد الغسيري، (أريستيد بريان سابقا) بوسط المدينة، حي عوينة الفول، المعروف حاليا بشارع 20 أوت 1955، والقصبة، السويقة، سيدي جليس، بلوزداد (سان جان سابقا)، وكذا ثانوية أحمد رضا حوحو، وموقع مزرعة أمزيان، لتكون مسرحا وفضاء يحتضن مختلف خيوط الفيلم، خاصة وأن أحداث الرواية الأصلية واقعية، وحدثت كلها في قسنطينة إبان الثورة التحريرية. ورغم أن العوامل البيئية وكثيرا من المناطق تغيّر عمرانها، إلا أن فريق العمل حاول التكيف مع الوضع، باستعمال مناظر مقربة وتفادي كل التغيرات الحديثة. اقتربنا من عبد الحق بن معروف، الذي يجسد في العمل دور ''الطاهر بوشلغومة'' صهر البطل، فقال في تصريح ل''الخبر''، إن القصة مهمة كونها واقعية، وتتناول نظرة سينمائية لفترة صعبة، برؤية مخرج وسيناريست مصرين على إظهار قسنطينة في صورتها الحقيقية، باعتمادهما على الاحترافية من الناحية التقنية والمهنية. ويلقي العمل السينمائي الضوء على مختلف الأحداث والوقائع التاريخية التي عاشتها المدينة، خاصة منطقة عوينة الفول أين كانت انطلاقة أحداث 20 أوت 1955، إلى جانب التعريف بعدة شخصيات ثورية على غرار مسعود بوجريو، زعموش علي، عواطي مصطفى، مريم بوعتورة، بوذراع صالح وغيرهم. تتواصل أحداث العمل تباعا، وبتفاصيل شيقة في سرد تاريخ الجزائر ما بين 1945 و1962 وتاريخ قسنطينة، من خلال الأحداث التي عايشتها عائلة قسنطينية تقيم بحي يرمز إلى الفداء، ومن خلال تطور الأحداث في حياة الابن الأصغر للعائلة ''سطوفة'' الذي يعيش طفولته، مراهقته وشبابه في جو اجتماعي مكهرب، بفعل التغيرات التي فرضها الاستعمار في كل فترة. وبلغ العمل السينمائي30 بالمائة من التصوير، وتبقى 70 بالمائة منه للمعارك والعمليات الفدائية والعسكرية وإعدام المحكومين في كل من سجن الكدية وسجن القصبة العسكري، مظاهرات 11 ديسمبر، مظاهرات الأقدام السوداء باسم الجزائر الفرنسية حسب المخرج، الذي صرح أن الفيلم سيصور بالأبيض والأسود ''ليكون متقاربا مع تلك الحقبة التاريخية''، على أن ينتهي التصوير بعد حوالي 3 أسابيع.