اكتشف العلماء ما يعتقدون انه كوكب في طور التكوين لا يزال يستجمع مكوناته المتخلفة عن النجم الأم الذي انبثق عنه هذا الكوكب. وقال علماء الفلك في ورقة بحثية نشرتها دورية الفيزياء الفلكية، الخميس الماضي، إن هذا الجرم الفضائي يبدو كبقعة خافتة داخل تكوينات على شكل قرص من مواد غازية وأتربة تدور حول نجم حديث النشأة يعرف باسم (اتش دي 100546) ويقع على بعد 335 سنة ضوئية ضمن كوكبة الذبابة. والكوكبة هي مجموعة من النجوم تتخذ شكلا معينا مثل الدب او التنين اما السنة الضوئية فهي المسافة التي يقطعها الضوء في عام كامل بسرعة 300 الف كيلومتر في الثانية الواحدة. ويبدو الجرم المكتشف حديثا في حجم كوكب المشتري تقريبا على الرغم من انه يبعد عن النجم الأم له بمسافة تعادل نحو 68 مثلا المسافة التي تفصل بين الارض والشمس. ويكمل هذا الكوكب دورة كاملة حول النجم الام في 360 عاما. وعلى سبيل المقارنة فان كوكب المشتري - وهو أكبر كواكب المجموعة الشمسية ويبلغ حجمه أكثر من 300 مرة مثل الارض - يكمل دورة كاملة في مداره حول الشمس في 12 عاما. وفي حال التأكد من هذا الكوكب فسيكون الأول الذي اكتشف وهو لا يزال في طور التكوين بين اكثر من 800 كوكب مكتشف خارج المجموعة الشمسية. وقال ساشا كوانز كبير الباحثين في معهد الفلك بزوريخ في سويسرا في بيان "نشأة الكواكب لا تزال حتى الآن من الموضوعات التي تتناولها في الاغلب برامج المحاكاة في اجهزة الكمبيوتر. اذا كان اكتشافنا حقا يختص بكوكب في طور التكوين فسيكون بمقدور العلماء للمرة الاولى دراسة عملية تكون الكواكب." ورصد الباحثون صور هذا الجرم الكوني بعد تحليل اكثر من 35 الف صورة بالاشعة تحت الحمراء التقطها تلسكوب ضخم تابع لمرصد جنوب اوروبا ويقع في تشيلي. ويتطلب الامر رصد مشاهدات اخرى للتيقن من ان مصدر الضوء ينبعث من جرم كوني بعيد.