تقوم اجهزة الامن التونسية منذ صباح اليوم الثلاثاء بحملات تمشيطية جديدة على مستوى المناطق الجبلية بولاية الكاف "تحسبا لتواجد جماعات ارهابية" حسب ما اكدته مصادر امنية وذلك تزامنا مع تقديم السيد علي العريض لتشكيلة حكومته امام المجلس التاسيسي من اجل نيل الثقة. ولقد استعملت وحدات الجيش التونسي واجهزة الامن والحرس الوطني (الدرك الوطني) في عملياتها التمشيطية معدات حربية واليات عسكرية ثقيلة "تحسبا لتواجد جماعات ارهابية مختبئة" بتلك المناطق حسب المصادر الامنية ذاتها. وكان الرئيس التونسي السيد محمد المنصف المرزوقي قد اتخذ مع مطلع شهر مارس الجاري قرارا بتمديد حالة الطوارئ السارية المفعول في البلاد لمدة ثلاثة اشهر اضافية لغاية 3 جوان 2013 علما بان تونس تعيش حالة الطوارئ منذ الاطاحة بنظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي في 14 جانفي 2011 .وتدخل هذه الحملات الامنية الجديدة فى اطار "العمل الاستباقي الرامي الى التوقي من الاعمال الارهابية وملاحقة الارهابيين وتحصين البلاد ضد كل عمل اجرامى" وفق المصدر ذاته . ويرى المراقبون ان عمليات التمشيط هذه مرتبطة اساسا بالتوترات الامنية التي تعرفها البلاد في ضوء قيام الاجهزة الامنية بتفكيك عدة شبكات ارهابية واعتقال عصابات مسلحة في الوقت الذي تمركزت فيه وحدات قتالية حول المنشات النفطية والغازية بالجنوب التونسي تخوفا من اعتداءات ارهابية محتملة . وسبق للقوات التونسية ان عززت انتشارها على مستوى الشريط الحدودي مع ليبيا بعد العثور على معدات حربية وعتاد عسكري ومتفجرات مخزنة في شتى ارجاء البلاد قادمة من الاراضي الليبية. وحذرت الأوساط السياسية في تونس من تنامي ظاهرة العنف وازدياد النشاطات الإرهابية لاسيما تهريب الأسلحة وتجنيد الشباب التونسي التابع للتيار السلفي المتطرف. كما عبرت سائر مكونات المجتمع المدني التونسي عن مخاوفها من ان تتحول تونس إلى بؤرة للمجموعات الإرهابية في ضوء ازدياد نشاطات العناصر المسلحة والخلايا الارهابية خاصة بعد "ثورة الياسمين" مستغلة في ذلك حالة الاضطرابات التي مرت بها البلاد لتشرع في تكثيف نشاطاتها واخراج السلاح المخزن في تونس والمهرب من ليبيا منذ الاطاحة بنظام العقيد الراحل معمر القذافي .