قد يحدث أن تسكن هواية التلاعب بمصائر الناس وهمومهم وأوجاعهم قلوب البعض من عديمي الضمائر، الذين قد يعطلون ملفات المواطنين لمصلحتهم الخاصة، أو لا يقومون بعملهم تجاه المرضى، أو قد تواجه أرباب عمل استشرى في جيوبهم الفساد، وغيرها من الأمور التي أصبح تكرارها من قبيل الأمور العادية. لكن الأمر غير العادي أن يحاول بعض من هؤلاء الاسترزاق على حساب فئات المرضى، واستغلال أوجاعهم للثراء. هذه الحالة صادفتها ''الخبر'' في إطار مساعدة فئة ذوي الاحتياجات الخاصة والمرضى والمعوزين، الذين هم بحاجة ماسة إلى المساعدة المادية والمعنوية، للتغلب على أوجاعهم والتمكن من العلاج. فبعد قيام الجريدة بنشر حالات العديد من المرضى في ركن ''تكافل''، صادف أن قام السيد عبد المالك موسعي بالاتصال مباشرة، وعرض بعض حالات المرضى الذين هم بحاجة إلى المساعدة، وبعد التحقق من المعطيات المقدمة من طرفه، انكشف المستور. وكانت مأساة الطفل بن عمر محمد، الضرير واليتيم الذي يعيش مع أربع أخوات وأمهم، خيط البداية، في إطار سلسلة قصص مأساوية بامتياز، بعدما قرّرت العائلة طلب المساعدة لإنقاذ ابنها الوحيد، من خلال إجراء عملية جراحية له في فرنسا، لتصل معاناته إلى أروقة ''الخبر'' وتمس قلوب مسؤوليها الذين طلبوا التأكد من صحة مأساة هذا الضرير، مركزين على ضرورة إحضار رقم حسابه الجاري لمساعدته، وهو ما لفت الانتباه بأن رسالة هذا الشاب المرسلة إلى المدير العام للجريدة خط تحتها ملاحظة ''الاتصال بالوسيط عبد المالك''. ولدى الاستفسار من عائلة المريض بن عمر محمد، ظهر أن المدعو عبد المالك يقوم بالاتصال بالمرضى والمحتاجين للعلاج أو إجراء عمليات جراحية في الخارج، ويوهمهم بقدرته على نشر نداءاتهم في الجرائد الوطنية، مقابل أن يسلموه ما مقداره 10 بالمائة من المساعدات التي يقدّمها لهم المحسنون، في حالة ابتزاز صارخة لآلام وأوجاع المرضى، في الوقت الذي يتم فيه نشر هذه الحالات بصفة مجانية في الجريدة. وكشف التحقيق في هوية هذا المستغل، عن كونه أحد الأعضاء السابقين لجمعية ناس الخير لبلدية حمام الضلعة بالمسيلة، وهو ما جعله يستغل اتصالاته ومعرفته بفئة المرضى من أجل الاحتيال عليهم، بعد طلبهم لمساعدة تقيهم شرّ الألم وتنقذهم من خطر موت أكيد. رئيس جمعية ناس الخير حدثنا عن هوية الشخص المدعو عبد المالك، وأكد أن الجمعية قامت بطرده لقيامه أكثر من مرة بابتزاز المرضى والفقراء، وإيهامهم أنه خسر مصاريف كثيرة في سبيل إيصال نداءاتهم للصحف والوسائط الإعلامية المختلفة، مهدّدا إياهم بالتخلي عنهم في حال لم يتم تسديد تعبه من الأموال التي يجمعونها لإجراء عمليات جراحية. وقال رئيس الجمعية إن المدعو عبد المالك قام بحالات احتيال عديدة ''وعليه، يتوجب أخذ الحيطة والحذر من مثل هؤلاء المحتالين وهم كثر''.