أشارت الخارجية الروسية إلى أن ملف النزاع المسلح في سوريا سيكون ضمن أولويات أجندة الرئيس فلاديمير بوتين، خلال زيارته لعدد من الدول الأوروبية، والتي شرع فيها بالأمس بدءا من ألمانيا، حيث تباحث مع المستشارة أنجيلا ميركيل تطورات الأوضاع الدبلوماسية في سوريا. وأفاد بيان الخارجية الروسية أن بوتين سيعمل على إقناع الدول الأوروبية بضرورة التخلي عن مسألة تسليح المعارضة والعمل على إيجاد حل سياسي للنزاع. وبينما تستمر المساعي الدبلوماسية الدولية، تشير تقارير المنظمات الإنسانية إلى أن الوضع في سوريا تحوّل إلى كارثة إنسانية بكل المقاييس مع بلوغ عدد النازحين في الداخل إلى حوالي أربعة ملايين شخص في حاجة عاجلة إلى مساعدات طبية وغذائية، غير أن استمرار المعارك بين طرفي النزاع المسلح حال دون وصول هذه المساعدات، وكان المجلس الوطني السوري، ندد في بيان صادر عنه أمس بما أسماه ''تغاضي المجتمع الدولي عن المأساة الإنسانية التي يعيشها أهالي مدينة حمص بفعل الحصار المتواصل منذ أكثر من السنة''. تأتي هذه التحذيرات من استمرار تدهور الوضع الإنساني، فيما تفيد تقارير المرصد السوري لحقوق الإنسان بتواصل المعارك بين الجيش النظامي والجماعات المسلحة المعارضة في مناطق متفرقة من المحافظات السورية، وبينما أشارت لجان التنسيق المحلية إلى أن الجماعات المعارضة تمكنت من إحراز تقدم في محيط العاصمة دمشق تمهيدا لما أسمته ''معركة دمشق الحاسمة''، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن القوات النظامية هي الأخرى استطاعت استعادة عدد من البلدات التي كانت واقعة تحت سيطرة الجيش الحر المنشق في مدينة حلب، في إشارة إلى أن الجماعات المسلحة التابعة للجيش الحر اضطرت إلى التراجع بسبب نفاد الذخيرة.