عبّر كل من الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، والمبعوث الأممي، الأخضر الإبراهيمي، عن استيائهما من قيام ما أسموه ب''القوى الخارجية'' بتسليح طرفي النزاع في الحرب الدائرة بسوريا، معتبرين أن ذلك يقوض الجهود الدبلوماسية لإيجاد حل سياسي. طالب بان كي مون بضرورة التوصل إلى اتفاق دولي يقضي بوقف إطلاق النار، في ظل عدم قدرة مجلس الأمن عن التوصل إلى توافق بين أعضائه حول حل مشترك للأزمة السورية المستفحلة. وكان الأمين العام للجامعة العربية، نبيل العربي، طالب من جهته خلال قمة الرياض الاقتصادية، بضرورة وقف إراقة الدماء وإرسال بعثة مراقبة أممية لمراقبة احترام طرفي النزاع وقف إطلاق النار. من جانبه، أكد وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل، في كلمة خلال ذات القمة، أن الدول العربية باتت تقف عاجزة أمام ''المأساة التي يعيشها الشعب السوري''، داعيا في السياق الأممالمتحدة ومجلس الأمن لتحمل مسؤوليته في إنقاذ المدنيين العزل، كما طالب الوزير السعودي مجلس الأمن بضرورة بإحالة الملف على الجمعية العامة، مشيرا أن العواصم العربية استنفدت كل الحلول مع النظام السوري ''الذي يصر على اعتبار كل من يقفون في وجهه مجرد إرهابيين''، على حد تعبير الأمير فيصل. في هذه الأثناء، كشفت تقارير إخبارية أن الخارجية الروسية شرعت في عمليات إجلاء لمواطنيها في سوريا برا عن طريق لبنان، بعدما تأكد لها التدهور الأمني الكبير في المدن الكبرى وعدم قدرة قوات الأمن النظامية السورية على حمايتهم، في ذات الوقت الذي أكدت جماعات مسلحة معارضة استهدافها الرعايا الروس، بالنظر للدعم الذي تقدمه روسيا للنظام السوري. غير أن الخارجية الروسية أكدت أن إجراء إجلاء حوالي مائة مواطن روسي من مدينة حلب وبعض المناطق السورية التي تشهد اضطرابات أمنية، مرده طلب هؤلاء الرعايا العودة للوطن في ظل توقيف الرحلات الجوية من العاصمة دمشق، في تأكيد على أن القرار ليس سياسيا وأن هناك مئات الرعايا ممن أبدوا رغبتهم في البقاء. ميدانيا، أفادت لجان التنسيق المحلية باستمرار الطيران العسكري النظامي في قصف مناطق بريف دمشق، الأمر الذي أسفر عن سقوط عشرات الضحايا في مناطق متفرقة في المنطقة، فيما أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى تواصل الاشتباكات بين الجيشين النظامي والجماعات المسلحة المعارضة في العديد من المناطق بالمحافظات السورية. كما أفاد المرصد بتجدد الاشتباكات في شمال سوريا بين جماعة مسلحة كردية وجماعة تابعة لجبهة النصرة السلفية، على حد ما نقلته وكالة ''رويترز'' للأنباء.