بدأت بوادر حرب بين تنظيم القاعدة في بلاد المغرب وجبهة النصرة في سوريا تلوح في الأفق، بعد أن اتهم بيان للتنظيم المجموعات التي تعمل على ترحيل الجهاديين من تونس والمغرب وليبيا وغرب أوروبا للقتال في سوريا بأنها تنسق مع فرنسا والأنظمة في المغرب العربي، وتدعو لعدم التعاون مع الخلايا التي تعمل على ترحيل الجهاديين إلى تركيا ومنها إلى سوريا. وتعد هذه المرة الأولى التي يحدث فيها مثل هذا بين فرعين محسوبين على تنظيم القاعدة الدولي. اعتبر بيان منسوب ل''أبو حذيفة الغريب''، أحد مساعدي أمير تنظيم القاعدة في بلاد المغرب، أن نشاط الشبكات التي تعمل على نقل الجهاديين من دول شمال إفريقيا إلى سوريا، هو ''مؤامرة فرنسية تشارك فيها أنظمة دول المغرب العربي من أجل إبعاد أكبر عدد ممكن من الجهاديين عن جبهة الجهاد المفتوحة منذ عقدين في دول المغرب الإسلامي، حيث فتحت فرنسا جبهة قتال ضد المسلمين في شمال مالي''. وقال مصدر أمني إن البيان، الذي صدر حديثا وحمل عنوان ''الوجه الحقيقي للمؤامرة الصليبية على المسلمين في بلاد المغرب''، ضبط لدى عدد من الجهاديين في تونس والشرق الجزائري، وفي فرنسا وإيطاليا. وأشار بيان ثان موقع باسم مؤسسة الأندلس للإنتاج الإعلامي، وهي الناطق الرسمي باسم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب، تحت عنوان ''نداء إلى شباب الإسلام... التواقين إلى الهجرة في سبيل الله تعالى في مغرب الإسلام عامة وتونس خاصة''، إلى أنه لا يجوز للشباب المسلم أن يهاجر في سبيل الله من دون إذن أو أمر القيادة الداعية المجاهدة''، حيث، وحسب البيان، لا يرجع البت في أمر الهجرة في سبيل الله إلى التقديرات الشخصية، وإنما يوكل ذلك إلى قيادته الداعية المجاهدة التي لها دراية، والمقصود بالقيادة هو تنظيم القاعدة في بلاد المغرب. وذهب البيان إلى ما هو أبعد من ذلك، عندما قال إنه ''على الراغبين في الهجرة في سبيل الله (والقصد بها هو التنقل إلى سوريا لقتال نظام بشار الأسد تحت لواء جبهة النصرة) اللحاق بقافلة الجهاد في بلاد المغرب الإسلامي، حيث احتدم الصراع واشتدت وطأة الحرب على إخوانكم المجاهدين مع الحملة الصليبية الفرنسية على شمال مالي المسلمة، أو الجبهة الشمالية في الجزائر، حيث الحاجة أشد إلى الرجال والعتاد بعد عقدين وزيادة من حرب المرتدين المستفيدين من دعم خارجي لا محدود، في الوقت الذي يفتقر إخوانكم المجاهدون إلى دعم إخوانهم المسلمين عامة وإخوانهم في دول الجوار المغاربي خاصة''. وركز بيان اللجنة الإعلامية أو مؤسسة الأندلس على التونسيين الذين هاجر منهم المئات إلى سوريا، فقال: ''إن جبهة المغرب الإسلامي اليوم في أمس الحاجة إلى دعم أبناء تونس والمغرب وليبيا وموريتانيا، والجهاد أوكد في حقهم في هذه الجبهة، والمقصود بها هو شمال مالي لحصول العدوان على أرضهم وحاجة هذه الجبهة إليهم''. ونبه البيان إلى ما أسماه حرص فرنسا على خوض حرب صامتة، مع السعي الحثيث لإفراغ بلدان المغرب الإسلامي من طاقاتها الجهادية لقطع مدد المجاهدين في الساحة بتواطؤ مع الأنظمة المحلية، ليس حبا في الجبهات الأخرى. ومن المعروف، طبقا لعقيدة تنظيم القاعدة الدولي، أن فروع التنظيم في شمال إفريقيا أو في العراق أو في جزيرة العرب أو في الصومال، تعمل بحرية في منطقتها، ولا يجوز لفرع التدخل في منطقة نفوذ فرع ثان.