بداية من أمس، أصبحت كوريا الشمالية تشكل تهديدا حيويا يكاد يلامس سقف ''الحرب''، في نظر القيادة العسكرية، في كل من الولاياتالمتحدةالأمريكية وكوريا الجنوبية، حيث من المنتظر أن تقوم بخطوة تصعيدية كبيرة قد تصل إلى إطلاق صاروخ أو أكثر مع اقتراب ذكرى عيد ميلاد مؤسس كوريا الشمالية في 15 أفريل الجاري. وقال مسؤول عسكري فضل عدم الكشف عن هويته لوكالة ''يونهاب'' الكورية الجنوبية، إن ''القيادة المشتركة للقوات الأمريكية والكورية الجنوبية رفعت من 3 إلى 2 مستوى المراقبة المشتركة''، ما يشير إلى ''تهديد حيوي''. وفي أوقات السلام يكون مستوى المراقبة 4 بينما يكون 1 في أوقات الحرب. ونصبت بيونغ يونغ على ساحلها الشرقي صاروخي موسودان اللذين يمكن أن يبلغ مداهما أربعة آلاف كلم، أي نظريا يمكن أن يصلا كوريا الجنوبية أو اليابان أو حتى جزيرة غوام الأمريكية، وفق سيول. وذكرت معلومات استخباراتية في سيول بأن كوريا الشمالية نقلت صاروخين (موسودان) متوسطي المدى إلى الساحل الشرقي، ونشرتهما على راجمات صواريخ متنقلة الأسبوع الماضي. ونقلت شبكة (سي آن آن) الإخبارية الأمريكية عن الأدميرال صامويل لوكلير، قائد القوات الأمريكية في منطقة الباسيفيك، أن الصاروخين على ما يبدو جاهزين للإطلاق، مستندا في ذلك إلى صور التقطت بالأقمار الاصطناعية. وكان ''لوكلير'' قد صرح أول أمس أمام أعضاء لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ، بأن تحديد وجهة الصاروخ ومكان سقوطه لن يستغرق وقتا طويلا، مضيفا أنه ''لا ينصح'' بإسقاط أي صاروخ لا يشكل تهديدا. وتمتلك الولاياتالمتحدة أجهزة رادار لمتابعة مسار الصواريخ الباليستية في اليابان، وعلى متن مدمرات تجوب المنطقة، إضافة إلى صواريخ مضادة للصواريخ على متن هذه السفن. من جهته قال وزير الخارجية الكوري الجنوبي ''يون بيونغ سي'' أمام البرلمان إن إطلاق صاروخ يمكن أن يحصل ''في أي وقت اعتبارا من الآن''، محذرا بيونغ يونغ من العقوبات الجديدة التي ستفرض عليها في حال قيامها بمثل هذا العمل. أما اليابان فأعلنت، أمس، ''حالة الاستنفار'' لاعتراض أي صاروخ يهدد الأرخبيل، كما نشرت اليابان وكوريا الجنوبية صواريخ مضادة تحسبا لإطلاق صاروخ كوري شمالي. وقد وجه الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، خلال زيارته إلى روما، أول أمس، نداء من أجل التهدئة معتبرا أن مستوى التوتر ''خطير جدا''. وقال ''إن حادثة صغيرة ناجمة عن حسابات أو أحكام خاطئة يمكن أن تخلق وضعا يخرج عن السيطرة''.