القلب سيّد الجوارح وملك الأعضاء، وهو معدن العقائد والأخلاق والنيات، المذموم منها والمحمود، ولا سعادة في الدّنيا والآخرة إلاّ إن طهَّره وزكّاه عن القبائح والرذائل، وزيّنه وحلاَّه بالمحاسن والفضائل، قال اللّه تعالى: {ونَفْسٍ ومَا سَوَّاهَا فألْهَمَهَا فُجورَهَا وتَقْواهَا قَد أفْلَح مَن زَكَّاها وقَد خَابَ مَن دَسَّاهَا} الشمس:7-01. ثمّ إنّ الأخلاق المذمومة والخصال الممقوتة في القلب كثيرة، وكذلك الأخلاق المحمودة والخصال المحبوبة، الّتي ينبغي للمؤمن أن يُحَلَّي بها قلبه كثيرة أيضًا، وقد استوفى الكلام في ذلك الإمام حجة الإسلام، في النصف الثاني من ''الإحياء'' في ذِكر المهلكات والمنجيات. فإذا علمتَ ذلك وعرفته، فاعلم أنّ الصّفات المذمومة في القلب أمراض له، وقد تؤدّيه إلى الهلاك في الدّنيا والآخرة، فلا غِنى للمؤمن عن علاج قلبه، ولابدّ له من السّعي في تحصيل الصّحّة والسّلامة له، فإنّه لا ينْجو إلاّ مَن أتَى اللّهَ بقلبٍ سليم.