جماعات مسلحة تطلق صواريخ بمنطقة سكنية جنوبي ليبيا أكدت قيادة أركان الجيش الليبي، في بيان صادر أمس، أن الأوضاع الأمنية في جنوب البلاد عادت للهدوء بعد فترة من الاضطرابات الأمنية. وأشار المتحدث الرسمي باسم رئاسة أركان الجيش، العقيد علي الشيخي، إلى أن قوات الأمن تمكنت من إحباط محاولة انقلاب على شرعية السلطة المركزية في البلاد، في تأكيد على أن الجيش قضى على جماعة قامت بالاعتداء على مركز الشرطة في مدينة سبها، جنوبي البلاد. أشار بيان الجيش إلى أنه قد تم التعرف على أفراد الجماعة المسلحة كونهم من المنتمين إلى ما كان يُعرف باسم ''اللواء 32 معزز''، الذي كان يقوده نجل العقيد الليبي الراحل خميس القذافي، وقد أكد بيان الجيش الليبي أن الاشتباكات مع الجماعة المسلحة أسفر عن مقتل شرطي وجرح آخرين، فيما تم الكشف عن بقية أفراد الجماعة الموالية للقذافي والتي كانت تهدف إلى شن هجمات على السلطة المركزية من خلال السيطرة على المناطق الجنوبية للبلاد وإعلانها منطقة انطلاق لتنفيذ عمليات عسكرية ضد الجيش الليبي. وكشفت تقارير إعلامية أن أفراد هذه الخلية كانوا يرتدون ملابس عسكرية وبحوزتهم بنادق مطلية باللون الأخضر، وقد اعترفوا في التحقيقات الأولية معهم بأنهم ضمن خلية تسعى لإعادة ''جماهيرية القذافي''، وتشير ذات المصادر إلى أن التحقيقات الأولية مع هذه المجموعة كشفت بأن أحد قياداتهم من سكان مدينة أوباري الجنوبية ويقطن مدينة طرابلس، وقد كان من ضمن أفراد ما كان يسمى بجهاز الأمن الخارجي لنظام القذافي. وفي السياق ذكرت مصادر أمنية ليبية أن كتيبة الحق، وهى إحدى الكتائب التابعة للجيش الوطني الليبي بمدينة سبها، تمكنت من القبض على خلية عسكرية تضم عدداً من الضباط وضباط الصف والجنود باللواء 32 معزز، والذي يوصف بأنه أقوى كتائب نظام القذافي السابق. ومنذ سقوط نظام القذافي لا يزال الجنوب الليبي يشهد العديد من الأحداث الأمنية بين كتائب الثوار وقبائل كانت من أشد المدافعين عن نظام القذافي، والتي تتمركز في سبها وأقصى الجنوب الليبي وسرت في الشمال، ولا يزال أنصار القذافي ينشرون البيانات على مواقع الأنترنت كما يوزعون مناشير تحريضية ضد الحكام الجدد لليبيا ويدعون للثورة ضدهم. وبخصوص الوضع الأمني في ليبيا أفادت تقارير إخبارية عن سقوط أربعة صواريخ على إحدى العمارات السكنية من قبل جماعة ليبية مسلحة مجهولة في مدينة مزدة الليبية، وتسببت في إصابة إحدى الشقق بشكل مباشر، ما أسفر عن إحالة العائلة بالكامل إلى مستشفى المدينة ومقتل طفل وإصابة عدد من سكان العقار، ويرجح أن يكون القصف الصاروخي في إطار التوتر الأمني بين قبائل المنطقة والجماعات المسلحة المنتمية لها، على اعتبار أن تقارير الداخلية الليبية تشير إلى استمرار الاحتقان في منطقة مزدة، باستمرار إصرار بعض القبائل على الاحتفاظ بالسلاح. وتأتي هذه الحادثة في الوقت الذي أكد رئيس الأركان الليبي، اللواء يوسف المنقوش، استمرار مساعي الجيش والسلطات الليبية لسحب السلاح من الجماعات الخارجة عن سيطرة مؤسسات الدولة، في تأكيد على عزم السلطات الليبية على جعل المدينة منطقة خالية من الأسلحة بنوعيها الثقيل والخفيف. وعلى صعيد آخر، أدانت منظمة ''هيومن رايس ووتش'' السلطات الليبية على استمرار الممارسات التعسفية في حق الصحافيين وتكريس التضييق على حرية التعبير، في إشارة إلى حبس رئيس تحرير جريدة ''الأمة'' اليومية بتهمة ''إهانة مسؤولين'' وهي التهمة التي قال عنها إريك غولدستين، نائب مدير قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا للمنظمة ''إن سجن الصحفيين الذين يتهمون مسؤولين بالفساد هو وصفة مُجربة لخنق حرية التعبير والنقاش السياسي''، مطالبا السلطات السياسية في ليبيا بالتسريع لإطلاق سراح الصحافي الذي يقبع رهن الاحتجاز منذ 19 ديسمبر من السنة المنصرمة. ''32معزز''.. اللواء الأكبر في جيش القذافي اللواء ''32 معزز'' أو لواء خميس، لأنه كان تحت إمرة النجل السادس للعقيد الراحل خميس القذافي، ويعد أكبر الألوية في جيش معمر القذافي والأكثر تسليحا وتدريبا، وكان يعمل هذا اللواء على حماية نظام القذافي، وتدرب أفراده، المكونين من أفراد الصاعقة والقوات الخاصة في روسيا، وقادوا المعارك خلال حرب ليبيا في مواجهة قوات الثوار. ويقول الرائد الروسي إليا كورنييف والذي كان أحد مستشاري القذافي عن اللواء بأنه تم تدريبه على الاشتباك بمجموعات صغيرة مستقلة، وأن أفراده يتمتعون بالكفاءة العالية، وأن عددا منهم اجتاز دورات تدريب في قوات الإنزال الجوي الخاصة البريطانية وفي فرنسا كذلك. وكان المقر المركزي للواء في العاصمة طرابلس ولها فروع في كل التراب الليبي، والتي قادت على مدى ثمانية أشهر الحرب ضد الثوار الليبيين المدعومين من طرف حلف الأطلسي.