شهدت الساحة السياسية في المغرب -قبل ساعات من إصدار مجلس الأمن قرارا عن مستقبل بعثة الأممالمتحدة في الصحراء الغربية (مينورسو)- تعبئة ونقاشا سياسا حادا، وتحركات دبلوماسية مكثفة في ظل حديث عن مشروع توصية أميركية بتوسيع مهام مينورسو لتشمل مراقبة حقوق الإنسان، وهو ما أثار تساؤلات عن مغزى موقف واشنطن الجديد في القضية.وفي الوقت الذي اتفق فيه الموقف الرسمي المغربي ومواقف القوى السياسية من أغلبية ومعارضة على رفض المبادرة الأميركية ووصفها بالموقف 'السياسي الأحادي الجانب الذي ينحاز' لجبهة البوليساريو، اعتبر عدد من المتتبعين والمحللين أن موقف واشنطن مرتبط بتوجه سياسي أميركي جديد ذي أهداف سياسية في المنطقة.وفي خضم ذلك تواردت أنباء عن تراجع واشنطن عن موقفها بعد أن تحركت الرباط طيلة الأسبوع دبلوماسيا بصورة مكثفة اتجاه عواصم الدول الكبرى الأعضاء في مجلس الأمن لمنع 'مرور المقترح الأميركي' في مجلس الأمن لاعتبارات حددتها الرباط في مبادئ تتعلق 'بالحفاظ على السيادة الوطنية' وأخرى قانونية، وسياسية وحقوقية وأمنية.وطرحت هذه التطورات المفاجئة أسئلة حقيقية داخل الساحة السياسية بالمغرب بشأن مدى تزعزع العلاقات والتحالف الإستراتيجي بين الرباطوواشنطن، خصوصا أن الأمر يمس قضية توصف بالمقدسة في المشهد السياسي بالمغرب.