لسنا حزبا إسلاميا ولكن قادتنا مسلمون ملتزمون التطبيع الكامل مع إسرائيل لن يكون إلا بعد رفع الحصار عن غزة شدد نائب رئيس حزب العدالة والتنمية التركي والمكلف بالشؤون الخارجية، موفلوت صافوص أوغلو، على ضرورة رحيل الأسد وترك الشعب السوري يختار رئيسه بحرية، متهما نظام الأسد باستعمال كل الوسائل الوحشية التي يمتلكها لقتل شعبه. ومن جهة أخرى أكد صافوص أوغلو على أن زيارة أردوغان إلى قطاع غزة تهدف إلى رفع الحصار عن القطاع، معتبرا أن التطبيع الدبلوماسي والأمني مع إسرائيل لن يكون إلا بعد الاعتذار والتعويض ورفع الحصار. في أي تيار يضع حزب العدالة والتنمية التركي نفسه؟ حزب العدالة والتنمية أسسه طيب رجب أردوغان في 2001 مع آخرين، وهو حزب ديمقراطي محافظ. أليس حزبا إسلاميا؟ لا، ليس حزبا إسلاميا، لأن الأحزاب السياسية والإسلامية قد ترتكب أخطاء ولا يجب أن تنسب هذه الأخطاء للدين الإسلامي المقدس، هذا سبب، والسبب الثاني هو ضمانة للدين، بإمكان كل شخص أن يؤمن ويمارس معتقداته بكل حرية، لذلك فنحن دولة مسلمة وقادتها مسلمون ملتزمون، ولكننا لسنا حزبا إسلاميا وإنما حزب ديمقراطي محافظ، ونعتمد نظاما اقتصاديا ليبراليا من جهة، ومن جهة أخرى نظاما اجتماعيا أيضا. وما هو سر النجاح الاقتصادي لحزب العدالة والتنمية التركي؟ منذ وصول حزب العدالة والتنمية إلى السلطة حقق نجاحا كبيرا ونموا في الاقتصاد التركي، وانتقل الدخل القومي الفردي من نحو 3 آلاف دولار للفرد إلى 11 ألف دولار، وهناك عدة قطاعات عرفت النمو، كنظام الضمان الاجتماعي والنظام الصحي ونظام التقاعد، والشعب أعجب بذلك، وفي نفس الوقت لا يوجد هناك فساد، لأن الفساد يخلق أمراضا في المجتمع، فمحاربتنا للفساد عنصر ضروري جدا لتحقيق النمو الاقتصادي لبلادنا، وبذلك أصبحت تركيا منتجا كبيرا واستغلت موقعها الجيواستراتيجي لتوسيع تجارتها، والسياسة الاقتصادية التركية أصبحت اليوم نموذجا عالميا يحتذى به. هل مازالت تركيا تأمل في الانضمام إلى دول الاتحاد الأوروبي بعد كل ذلك الرفض؟ نحن نتفاوض مع الاتحاد الأوروبي، وهناك العديد من العراقيل، السنوات الثلاث الأخيرة كانت سيئة، لكن الآن الأمور أحسن فأحسن، ولكن العملية بطيئة جدا. ما هو الهدف من زيارة أردوغان لقطاع غزة؟ زيارة رئيس الوزراء التركي إلى غزة جاءت للتضامن مع إخواننا وأخواتنا هناك، ولدعم النمو في قطاع غزةوفلسطين، وللتأكيد على ضرورة رفع إسرائيل لحصارها عن فلسطينوغزة، والزيارة تهدف للتضامن مع الشعب الفلسطيني ومع غزة. وكيف أصبحت العلاقة بين تركيا وإسرائيل بعد اعتذار نتنياهو على جريمة الاعتداء على أسطول الحرية في المياه الدولية؟ إسرائيل اعتذرت رسميا عبر وزيرها الأول بنيامين نتنياهو، وأردوغان قبل ذلك، لكن مازالت هناك شروط أخرى، فإسرائيل لا بد أن تقوم بتعويض عائلات الشهداء الذين قتلوا على متن سفينة مرمرة، إضافة إلى رفع الحصار عن قطاع غزة، والآن هناك وفد يجتمع (مع الإسرائيليين) للتفاهم حول هذا الشأن، وسيتم تبادل السفراء وتطبيع العلاقات، ولكن هذا يأخذ وقتا، فأول خطوة هي الاعتذار ثم تعويض الشهداء ورفع الحصار، وبعدها يمكن الحديث عن إعادة العلاقات السياسية والاقتصادية والأمنية بين تركيا وإسرائيل، والآن بدأنا في هذه الخطوات. ما هو الموقف التركي إزاء التطورات الأمنية والسياسية في سوريا؟ الوضع في سوريا يسير من سيئ إلى أسوأ، وكل يوم هناك مزيد من القتلى والجرحى والنازحين واللاجئين في دول الجوار، وفي تركيا وحدها هناك 350 ألف لاجئ، وتركيا أنفقت عليهم 700 مليون دولار، ولكن الشعب السوري يموت بسبب نظام الأسد الذي يقتل شعبه ويستعمل كل الوسائل الوحشية لقتلهم، ولكن من حق الشعب السوري أن يقرر من يحكمه، فبشار الأسد يجب أن يرحل، لقد فقد شرعيته، هذا هو رأينا وموقف تركيا.