قال أعضاء في اللجنة المركزية، أمس، ل''الخبر''، إن الصورة غير واضحة تماما، سواء بالنسبة لموعد عقد دورة اللجنة المركزية أو من يتولى منصب الأمين العام، فيما يربط عارفون بمداخل ومخارج الأفالان تسارع الأمور بعودة الرئيس بوتفليقة من رحلته العلاجية. رغم ضبابية الصورة، باعتراف قيادات في الحزب، يناضل أنصار رئيس المجلس الشعبي الوطني الأسبق، عمار سعداني، لحشد التأييد لمرشحهم، تحسبا لاستدعاء دورة اللجنة المركزية في غضون الأسابيع المقبلة، ويشهد مقر إقامته على الساحل الغربي للعاصمة، ومجلس الأمة حيث يشغل أخوه عضوية المجلس، والمجلس الشعبي الوطني، سلسلة لقاءات لجمع أكبر عدد من الأصوات قبل الذهاب إلى دورة اللجنة المركزية. ويركز أنصار سعداني أساسا على الموالين للأمين العام السابق لاستقطابهم، وتعزيز موقفهم، مستغلين حالة الفراغ وغياب المعطيات لدى البرلمانيين أعضاء اللجنة المركزية. وتذكر مصادر مقربة من سعداني أن الأخير يروج لورقة إعادة بناء جبهة التحرير تضم منح فرص للقيادات، ومنحه استقلالية أكبر في اتخاذ القرار لإغراء القيادات الشابة في الحزب. ودفعت التطورات الأخيرة بعض أمناء المحافظات وأعضاء اللجنة المركزية لطلب لقاء بلخادم، لمعرفة موقفه مما يحدث والحصول على صورة عما يطبخ في الكواليس. كما باشر ما يعرف برموز من الحرس القديم في الحزب، سلسلة اجتماعات ولقاءات، شارك فيها عبد القادر حجار، سفير الجزائر بتونس، لقطع الطريق أمام تولي رئيس المجلس الشعبي الوطني الأسبق قيادة الحزب. وبالموازاة مع هذا الحراك الداخلي، ترى أوساط سياسية معارضة أن المرشح المقبل لتولي رئاسة الجمهورية هو من يحدد من يشغل منصب الأمين العام لجبهة التحرير الوطني الشاغر منذ 31 جانفي الماضي، وينسحب الأمر أيضا على التجمع الوطني الديمقراطي، أي أنه في حالة التمديد للرئيس بوتفليقة سيعين أمين عام من الذين روجوا وتموقعوا منذ فترة ليست بالقصيرة ونادوا بالتمديد للرئيس المسن، في حين إن وقع اتفاق أجنحة السلطة على مرشح غير الرئيس الحالي الذي يعاني من متاعب صحية مزمنة، بحكم عامل السن، فإنه سيتم إيجاد وجوه جديدة تتوافق مع طبيعة المرحلة، حيث يستحيل على رئيس جديد أن يشتغل مع القيادات التي خدمت الرئيس الحالي خلال سنوات حكمه الطويلة. ويعتبر الأفالان والأرندي من روافد السلطة الرئيسيين، أو واجهة، وفي حالة تغيير رأس السلطة فإن تغيير ديكور الواجهة يكاد يكون آليا. ووفق هذه القراءة، فإن التحركات التي يشهدها الحزبان وخصوصا جبهة التحرير الوطني، مؤخرا، ليست إلا في سبيل التموقع، في ظل التعتيم على صحة الرئيس وخططه ونواياه بخصوص الاستمرار في الحكم.