حذّرت مصالح الدرك الوطني من علامات تجارية عالمية ومحلية مقلّدة، تمس المواد الغذائية والتنظيف والتجميل بالدرجة الأولى، تقوم بإنتاجها ورشات سرّية تنتشر عبر إقليم ولاية الوادي وتدخل بيوت الجزائريين في أكثر من ولاية وتقتنيها القواعد البترولية في الجنوب الكبير. وتعيش عناصر الدرك الوطني بالوادي في حالة ''استنفار دائمة'' ومداهمات يومية، لاكتشاف الورشات السرية المنتشرة عبر إقليم الولاية، لاسيما في منطقة ''البياضة'' المشهورة ب''تكاثر'' مستودعات تقليد المواد الغذائية والتنظيف والتجميل بالأساس، نظرا لما تحمله من خطر حقيقي على الصحة العمومية. وكانت فرقة من عناصر الدرك الوطني، أول أمس، في حدود منتصف النهار، قد حجزت كميات كبيرة من مواد أولية مقلّدة تستعمل في تحضير مستلزمات التنظيف، على متن شاحنة قادمة من الجزائر العاصمة، وفق ما ورد في محضر التحقيق مع سائقها، وقامت العناصر بتوقيف ثلاثة أشخاص. وبلغت كمية المحجوزات 462 علبة كرتونية بسعة 3 كلغ من مسحوق غسيل الملابس خاص بآلات الغسيل، و128 كيس بسعة 25 كلغ من مسحوق خام و900 قارورة مقلدة لغسيل الأواني. وقال مفتش في مصلحة قمع الغش بمديرية التجارة للوادي ل''الخبر''، إن الورشات السرية المنتشرة عبر الولاية يصعب الوصول إليها، نظرا لاستغلال أصحابها مستودعات أو غرف منازلهم، لتقليد علامات تجارية عالمية ومحلية، مشيرا إلى أن اقتحام البيوت غير مسموح لهم به لاكتشاف هذه الورشات، عكس ما هو متاح لقوات الأمن بأوامر من وكيل الجمهورية المختص إقليميا. ولم تكن المداهمات الليلية التي رافقت فيها ''الخبر'' 400 من عناصر الدرك الوطني لفرق للأمن والتدخل والأبحاث وسرية أمن الطرقات على متن 80 مركبة و4 فرق سينوتقنية، ''مثمرة'' ماعدا توقيف مبحوثين عنهما من قبل العدالة من مجموع ألفي شخص و314 سيارة قاموا بتعريفهم، وحجز 3 قناطير من تبغ دون وثائق ببلدية الرفيبة. وكانت الوجهة الأولى لحملة المداهمات التي انطلقت في حدود الساعة العاشرة ليلا، منطقة ''الزقم'' المحاذية لبلدية حساني عبد الكريم التي حملت هذا الاسم خلال زيارة الرئيس السابق هواري بومدين للولاية، عندما رفع سكانها لافتة كتب عليها ''البهيمة ترحب بابنها البار''، فتفاجأ بومدين لهذه التسمية فقرّر تغييرها إلى بلدية حساني عبد الكريم. وقال المقدّم ريكي محمد، قائد المجموعة الإقليميةبالوادي، ل''الخبر''، إن أوكار الجريمة في الولاية لا تحمل ''المعنى'' المتوفر في ولايات أخرى، مشيرا إلى أنه يصعب على عناصره مداهمة مجموعة شباب جالسين قرب بيت أحد أصدقائهم. وأضاف المتحدث أن عمل فرق الدرك يقوم على تفتيش ضواحي الولاية لإحباط محاولات تهريب، أمّا الوجهة الثانية فكانت بلدية اكفادوا المعروفة بهدوئها، حيث ''خفت'' أقدامنا ولم يطل مكوثنا بها سوى لدقائق. المداهمة التي استمرت لحوالي ساعتين وشملت 7 بلديات تقع ب3 دوائر إدارية، مكّنت من توقيف مجموعات شباب يتناولون المشروبات الكحولية في مخابئ سرية. ويوضح المقدم ريكي محمد بأن انعدام حانات لبيع الكحول، يدفع بعض الأشخاص لتهريبها من ولايات الشمال، ما عزز انتشار هذه المخابئ السرية، وهي تحمل آثارا سلبية، لأنها، حسبه، قد تتسبب في حدوث جرائم قتل أو سرقة واعتداءات على المواطنين وممتلكاتهم.