يجمع الكل على أنّ التراجع الرهيب لكرة القدم في الجهة الغربية، يعود إلى عدم وجود الرجال والأشخاص الذين يملكون الكفاءة في التسيير، إضافة إلى عدم وجود السيولة المالية اللازمة. في وقت كانت فيه هذه الفرق، في الخمسينيات إلى غاية بداية الثمانينيات، تملك رؤساء من طينة الكبار، في شاكلة الدكتور حساني في فريق اتحاد بلعباس الذي عرف كيف يقود فريقه إلى مصاف الكبار، دون أن ننسى ترجي مستغانم الذي كان يملك إدارة في المستوى، حيث برز هذا الفريق وأنجب نجوما كبارا. كما أن مولودية وهران كانت تلعب دائما على الألقاب المحلية والقارية، وأصبحت حاليا تكتفي بضمان البقاء، على غرار وداد تلمسان. غالي معسكر أفل بريقه لغياب الإمكانيات المادية والبشرية ومن بين الفرق العريقة في الجهة الغربية والتي تلعب، حاليا، في الأقسام الدنيا، نجد فريق غالي معسكر بنجومه الكبيرة التي تألقت في السبعينيات والثمانينيات، ويتقدمهم أسطورة كرة القدم الجزائرية لخضر بلومي وماحي، حيث أن هذا الفريق أضحى عاجزا على تحقيق الصعود إلى الرابطة الثانية المحترفة، بسبب التسيير العشوائي وغياب رجل بحجم برحال بن عومر الذي يكفيه فخرا أنه قاد الفريق إلى التتويج بالبطولة في بداية الثمانينيات، حيث فقد الغالي بريقه لغياب الإمكانيات المادية والبشرية. جمعية وهران فقدت مدرستها وأضحت تستورد اللاعبين حتى فريق جمعية وهران الذي كان بالأمس القريب يعجّ باللاعبين الموهوبين ويطبق كرة جميلة يستمتع بها الجميع، إلا أن هذا النادي العريق الذي كان يملك خزانا من المواهب أضحى، في السنوات الأخيرة، يستورد لاعبين متواضعين من خارج المدينة، وهو ما لم يكن متعوّدا عليه، وهذا بسبب عدم وجود الأموال والرجال الذين يعيدونه إلى مكانته الطبيعية وهي القسم الأول، حيث غاب هذا الفريق، لعدّة سنوات، عن حظيرة الكبار، وهو ما يحز في أنفس أنصار ''لازمو''. ما يحدث في المحمدية وعين تموشنت عار الدليل على غياب الرجال والدعم المالي هو ما حدث في فريق بحجم سريع المحمدية الذي كان عميد القسم الثاني، بحكم أنه لم يسقط منذ 1998. لكن هذا الموسم كان الأسوأ وسجل خلاله سقوطا تاريخيا، بسبب عجز الإدارة عن تسيير الفريق والمشاكل الكثيرة التي عانى منها، والتي أكدت أن المشكل يبقى دائما في عدم وجود الرجل المناسب في المكان مناسب. ونفس الشيء ينطبق على شباب عين تموشنت الذي استنجد برئيس يملك محلا للألبسة الرياضية ويقطن بوهران، في الوقت الذي رفض أبناؤه الاقتراب من الفريق، وهو ما يفسر أن المشكلة واحدة وراء السقوط الحرّ لأندية الغرب، وهي غياب رجال ومسيّرين أكفاء، وليست المشكلة في الأموال فقط أو المرافق الرياضية، لأن كل مدن الغرب تملك ملاعب كبيرة، لكن العمل على المدى البعيد غير موجود، وهو ما سمح لأشخاص لا يملكون صفات مسؤولين بتسيير الفرق. ترجي مستغانم ضيّع الصعود هذا الموسم بسبب غياب الأموال 13 سنة عجافا واللاعبون ضحية المسيّرين من بين الأمثلة الحيّة على ما يدور في فرق الغرب الجزائري من نكسات، نجد فريق ترجي مستغانم الذي لم يتمكن من العودة من جديد إلى بطولة القسم الوطني الأول التي غادرها موسم 1999/ 2000 بعد تجربة قصيرة، وكاد الحظ يحالفه خلال هذا الموسم بالرجوع إلى حظيرة الكبار من الباب الواسع، إلا أن كثرة المشاكل، خاصة قلة الأموال والقبضة الحديدية بين الرئيس سايحي زروقي والمدرب عصمان عبد الرحمان واختلافهما في الرؤية فيما يخص طريقة التسيير والتعامل مع اللاعبين ومعالجة شؤون الفريق ككل، ساهم بقسط كبير في الإخفاق وضياع ورقة الصعود التي كانت في متناول الترجي، حسب أنصاره ومحبيه، وقد لا تتكرّر هذه الفرصة على الإطلاق مستقبلا. وقد ضيّع ترجي مستغانم حلم الصعود في الجولات الأربعة الأخيرة، ونتيجة التعادل التي سجلها أمام فريق أمل الأربعاء بملعب العقيد فراج بمستغانم ثم الانهزام غير المنتظر أمام جمعية وهران، وهو المنعرج الحاسم الذي رسم من خلاله ضياع ورقة الصعود. ومن مفارقات الترجي المستغانمي أنه حصد في مرحلة الذهاب 62 نقطة، محتلا المرتبة الثالثة، وبنفس مجموع النقاط في مرحلة العودة، محتلا المرتبة الرابعة ومسجلا 51 انتصارا، 6 تعادلات و8 هزائم، بمجموع 25 نقطة، منها 21 نقطة حصدها خارج الديار، وضيّع 5 نقاط في ملعبه، والتي كانت كافية لتحقيق الصعود دون عناء. إلا أن غياب المنهجية واتضاح الرؤية والارتجالية في التسيير عوامل تتكرّر والمواسم تتشابه وتتعاقب، دون أخذ العبرة والدروس من المواسم السابقة. يذكر أن لاعبي ترجي مستغانم لم يتحصلوا على مستحقاتهم المالية منذ أكثر من ثمانية أشهر، وهو ما جعلهم يفقدون التركيز اللازم في مباريات هامة ومصيرية. مستغانم: م. بغيل عصمان، مدرب ترجي مستغانم، يكشف ''غياب إدارة محترفة حال دون تحقيق الصعود'' لم يهضم مدرب فريق ترجي مستغانم، عصمان عبد الرحمان، بعد ضياع ورقة الصعود إلى بطولة الرابطة المحترفة الأولى التي كانت في متناول فريقه دون عناء يذكر، لو عرفت الإدارة المسيّرة كيف تتعامل مع اللاعبين باحترافية وتركز على الهدف المسطر، إلا أن ذلك لم يحدث منذ انطلاق البطولة. وحسب المدرب عصمان، فقد عانى الأمرّين رفقة اللاعبين ''الذين بذلوا مجهودات جبّارة، رغم قلة العناية وغياب الحافز المادي وكثرة المشاكل والضغط الرهيب الذي تعرّضوا له من أشباه الانصار، وتجلى ذلك بوضوح بعد الهزيمة في سعيدة''. ويلقي محدثنا باللائمة على الإدارة ''التي كانت شبه غائبة طيلة البطولة ولم تلعب الدور المنوط بها، بتهيئة المناخ والظروف الملائمة للاعبين الذين عانوا الأمرّين، فيما يخص مستحقاتهم المالية والإيواء والأكل. فحصدهم ل25 نقطة لم يكن من باب الصدفة ولا ضربة حظ، بل هو ثمرة برنامج عمل مسطر من قبلي بمعية المساعدين مومن محفوظ وابن كريتلي''. وقال إنه لم يخنه الحظ بقدر ما خانه التنظيم والتسيير المثالي اللذين غابا، فكانت النكسة حسبه ''فلو كانت معايير التنظيم والانضباط في التسيير تطبق، وكان هناك منطق في كرة القدم يحترم، لكانت مكانة الترجي مع الكبار. فهل يعقل أن يلعب الفريق على الصعود ولاعبوه لم يتقاضوا مستحقات 8 أشهر ولم يتحصلوا على منحة 3 انتصارات؟''. مستغانم: م. بغيل شريف الوزاني (لاعب ومدرب سابق لمولودية وهران) ''نقصالكفاءة في التسيير والمحيط المتعفن وراء نكسات فرقنا'' كشف اللاعب السابق لمولودية وهران والمنتخب الوطني، سي الطاهر شريف الوزاني، أن سبب تراجع مستوى فرق الجهة الغربية يعود بالدرجة الأولى إلى نقص الكفاءة في التسيير ''حيث لم نعد نجد رجالا أكفاء يحبون الخير للفرق التي يشرفون عليها كما كان عليه الحال في السنوات الماضية، عندما كانت فرق الغرب تعيش أحلى أيامها، خاصة مولودية وهران التي حققت العديد من الألقاب بفضل مسيّريها السابقين والرؤساء الذين تعاقبوا عليها، ونخص بالذكر قاسم ليمام، رحمه الله، الذي كان من بين أحسن المسيّرين. فرغم أنه لم يكن يملك أموالا كبيرة، إلا أنه كان يحسن التعامل مع الأوضاع، ويعرف جيدا كرة القدم، وكيف يقوم بتكوين فريق قوي وحاجيات التشكيلة، وهو ما لا نجده حاليا في المولودية التي أصبح فيها التسيير كارثيا بكل المقاييس، وهو ما جعل هذا الفريق العريق يكتفي باللعب على البقاء فقط في كل موسم، رغم أنه نشأ ليلعب على الألقاب والتتويج بالبطولات والكؤوس''. كما كشف المدرب السابق للحمراوة ولجمعية وهران أن المحيط المتعفن الموجود في فرق الغرب ساهم كثيرا في تدني مستوى كرة القدم، حيث قال: ''المحيط المتعفن الموجود في فرق الغرب الجزائري جعل مستوى هذه الأندية يتراجع كثيرا، حيث تجد مناصرا يتحكم في شؤون تسيير فريق عريق، ويتدخل في جلب اللاعبين والمدربين وإقالتهم، وحتى في تحديد من يشارك كأساسي، وهو ما أثر كثيرا على سمعة هذه الفرق التي كان يقتدى بها، في الأمس القريب''. وهران: ع. بن زرفة المدرب حنكوش يفتح النار على المسيّرين الحاليين ويكشف ''الرجال هم الذين يصنعون الفريق وليست الأموال وليمام أحسن مثال'' يرى المدرب محمد حنكوش الذي لعب لعدّة أندية كبيرة، كاتحاد الحراش في الستينيات وغالي معسكر واتحاد بلعباس في السبعينيات قبل احترافه في فرنسا، أن سبب تدهور مستوى كرة القدم في الجهة الغربية يعود إلى غياب الرجال وأصحاب المهنة و''الحرفة''، خاصة في التسيير، ضاربا المثل بالرئيس السابق لاتحاد بلعباس، الدكتور حساني، الذي كان رجلا مثاليا، ليس فقط في التسيير، وإنما في طريقة تعامله مع الأمور. وهو ما جعل الفريق، في السبعينيات، يسرق الأضواء وينافس فرقا كبيرة، لأنه كان هو كل شيء. عكس الوقت الحالي، حيث نجد رؤساء يقيلون المدرب بسبب لاعب معيّن، أو لرفضه بيع أو التنازل عن نقاط مباراة ما لصالح فريق معيّن، زيادة على أن اللاعبين في بعض المرات هم الذين يقرّرون مصير المدربين، وهو ما يفسر وصول جلّ فرق الجهة الغربية إلى هذا المستوى. نافيا أن يكون المال وراء ذلك، وأعطى مثالا بالرئيس السابق لغالي معسكر حمداد الذي تقلد الفريق، وكان يملك أموالا طائلة، لكن سقط الفريق، في النهاية، لأن تسييره كان سيئا بوجود محيط متعفن. واستدل المدرب السابق للعديد من فرق الناحية الغربية، كوداد تلمسان وجمعية وهران واتحاد بلعباس، بما قام به المرحوم قاسم ليمام، الرئيس السابق لمولودية وهران ''الذي لم يكن يملك أموالا كبيرة، لكن من ناحية التسيير يحسن التعامل مع لاعبيه، وهو ما جعله يحقق ما عجز عنه أصحاب الملايير، حيث حقق العديد من الألقاب المحلية والعربية''. وهران: ب. إيتشعلي عبد الكريم يحلى (الرئيس السابق لوداد تلمسان) ''نقص الأموال وهجرة اللاعبين إلى الوسط والشرق سبب النكسات'' يرى الرئيس السابق لفريق وداد تلمسان، عبد الكريم يحلى، أن السبب الرئيسي الذي جعل أندية الجهة الغربية من الوطن تنزل، في كل نهاية موسم، إلى القسم الثاني ولا تحقق الألقاب التي تعوّدت عليها، يعود إلى الجانب المالي بالدرجة الأولى الذي يشكل في كل سنة هاجسا لمسيّري الأندية المذكورة ''حيث تنعدم الموارد المالية، نظرا لقلة السبونسور الذي ينحصر في الوسط وشرق البلاد، ما يجعل لاعبي فرق الغرب يفضلون اللعب في أندية الوسط والشرق، لتوفر السيولة المالية والصدى الإعلامي الكبير هناك''. وضرب رئيس منتدى رؤساء الأندية مثلا بفريقه وداد تلمسان، الذي قال عنه بأنه لم يجد مموّلا واحدا يكفله في الموسمين الماضيين ''ما جعله يعيش أزمة مالية خانقة، فهو يسيّر بمساعدات والي ولاية تلمسان في كل مرة. كما أن استقرار المدربين لم يعد موجودا، ما أثر على نتائج فرق الغرب الجزائري. ولو أن فريق اتحاد بلعباس كان لديه جميع الإمكانيات المادية التي تسمح له بضمان البقاء هذا الموسم بعد تحقيقه للصعود نهاية الموسم الماضي، حيث استفاد قبل انطلاق بطولة هذا العام من أموال كبيرة، جعلته يجلب لاعبين ممتازين. لكن، أعتقد أن حبّ الزعامة هو سبب هلاك اتحاد بلعباس وفرق أخرى في طريقها للزوال'' ختم محدثنا قوله. تلمسان: ع. ب. ش عبد الكريم بن يلس (مدرب وداد تلمسان) ''غياب الأموال والتسيير العشوائي سبب تراجع الكرة في الغرب'' أكد مدرب فريق وداد تلمسان، عبد الكريم بن يلس، الذي سبق له أن درب العديد من الأندية بغرب البلاد، كمولودية سعيدة واتحاد بلعباس وجمعية وهران، أن فرق الغرب تكوّن لاعبين ممتازين لتستفيد منهم فرق الوسط وشرق البلاد بأثمان بخسة ''ثم إن فرق الشرق تملك مسيّرين في المستوى، حيث يعتمدون على المناجرة ليجلبوا لهم لاعبين ممتازين من الغرب ويدفعون لهم الأموال. مقابل ذلك، يتهرّب رؤساء الغرب من لاعبيهم ولا يدفعون لهم حقوقهم، كما هو الأمر بالنسبة لفريقي، ويعيشون خلافات كبيرة، كما حدث في فريق سريع المحمدية الذي سيّر برئيسين في الأشهر الماضية. في حين أن الشرق والوسط يجدون المساعدة الكافية من الصناعيين ورجال الأعمال، على خلاف ما عندنا في الجهة الغربية''. تلمسان: ع. ب. ش