تسببت الأمطار الغزيرة التي تهاطلت، أمس، على العاصمة وضواحيها، وعدة مدن ساحلية في حالة طوارئ، بعدما غمرت مياه الفيضانات عدة منازل وطرقات رئيسية وفرعية، خاصة بباب الوادي ووادي قريش وحسين داي، فيما توقفت حركة الترامواي والميترو بسبب تدفق سيول المياه على المحطات. كما شلت حركة المرور وانسدت عدة محاور للطرق بأكبر مدن الغرب الجزائري. فقد سجلت مصالح الحماية المدنية لولاية الجزائر 30 تدخلا إلى غاية التاسعة ليلا من يوم أمس، حسب مدير الأمن والوقاية، معريش زوبير، بعدما غمرت المياه عدة طرق فرعية ورئيسية وأنفاق خاصة في الجهة الغربية من العاصمة كعين البنيان واسطاوالي وبوزريعة وبئر مراد رايس وبن عكنون، بالإضافة إلى طريق جيش التحرير الذي يعتبر من بين النقط السوداء بالعاصمة. بالمقابل، تم تسجيل عدة تدخلات على مستوى مدن الغرب الجزائري. لاسيما الطرق التي غمرتها المياه. كما غمرت المياه عدة طرق رئيسية ومقاطع من الطريق السريع، في الجهة الشرقية كباب الزوار والرويبة وبرج الكيفان، بالإضافة إلى النقاط السوداء على غرار مفترق الطرق بحي البدر الذي غرق بكامله وتحوّل المكان إلى أوحال بسبب أشغال الميترو. شلل في حركة المرور ومواطنون يعجزون عن الالتحاق ببيوتهم وتسبب غلق الطريق في شلل حركة المرور لعدة ساعات خاصة عبر النقاط السوداء، في حين أغلقت مصالح الأمن عدة طرق لتشكيلها خطرا على مستعمليها بعدما غرقت تماما في مياه الأمطار. ووجد العديد من المواطنين أنفسهم عاجزين عن الالتحاق ببيوتهم، حيث ظلوا داخل سياراتهم محاصرين بالمياه، كما أدى توقف سير الترامواي إلى عجز سكان الضاحية الشرقية عن الالتحاق بمنازلهم. ونفس الأمر ينطبق على الجهة الغربية من العاصمة على غرار بن عكنون ودالي إبراهيم وأحياء أخرى مثل الكاليتوس وعين بنيان التي غمرتها المياه. ونفس السيناريو عرفته عدة أحياء بغليزان ومعسكر ووهران وعين تموشنت ومستغانم، بسبب الأمطار الغزيرة وانقطاع الطرقات، دون تسجيل ضحايا، حسب آخر المعلومات. ''الحملة'' في باب الوادي مجددا أما في باب الوادي فقد عاش السكان الرعب بعدما شاهدوا سيول الأمطار تجرف عددا من السيارات، في مشهد مماثل لسيناريو فيضانات 10نوفمبر 2001، حيث غمرت السيول القادمة من تريولي طرقات عدة أحياء، كما تم تسجيل عدد من الخسائر المادية، في حين لم تسجل أي خسائر بشرية، حسب مصالح الحماية المدنية. أما في حسين داي فقد غمرت المياه شارع طرابلس ووصلت إلى مداخل المحلات التجارية، وسكة الترامواي، ما تسبب في توقف حركته، ونفس الشيء بالنسبة لحي الديار الخمس وحي الموز وبرج الكيفان. وأدى السقوط الغزير والمتواصل للأمطار إلى سقوط عدد من البيوت الفوضوية بحي ديصولي وقصبار دبروني ووادي الحميز والرغاية، والكونتابات، كما غمرت مياه الأودية البيوت الواقعة على ضفافها، ما أدى إلى إعلان حالة طوارئ ومغادرة السكان منازلهم. في نفس السياق، أشار المدير العام للحماية المدينة ،العقيد مصطفى لهبيري، إلى أن التقلبات الجوية أدت إلى غلق العديد من الطرقات في العاصمة، مرجعا ذلك إلى عدم تنظيف البالوعات على مستوى العديد من الأحياء من بينها بني مسوس وبرج البحري وباب الوادي، مؤكدا عدم تسجيل أي خسائر بشرية. وأوضح لهبيري أنه تم تجنيد 2000 عنصر من الحماية المدنية وزعوا عبر بلديات العاصمة، مع إمكانية تدعيمهم بوحدات من بومرداس وتيبازة والبليدة، إذا اقتضى الأمر ذلك.