صرّح المترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة، أحمد بن بيتور، بأنه من الأفضل أن تنظم انتخابات رئاسية مسبقة في نوفمبر المقبل لو كان ذلك هو توجه النظام حاليا. وقال إن السلطة "في حالة شغور منذ شهر ولم يعد ممكنا أن يستمر هذا الوضع". أوضح بن بيتور، أمس، لدى نزوله ضيفا على راديو الموقع الإلكتروني، "ماغراب إيمارجان" الذي يهتم بالأحداث الاقتصادية بدول المغرب العربي، أنه يفضّل أن تجري الانتخابات الرئاسية المقبلة في موعدها المحدد، أي في أفريل 2014. وجاء هذا التصريح في سياق جدل حول مدى قدرة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة على الاستمرار في الحكم، واحتمال إعلان شغور منصب الرئيس بسبب المانع الصحي. وتحاشى بن بيتور الخوض في مرض الرئيس، وقال إنه لا يملك معلومات عن تطورات ملفه الصحي وأن ما يهمه في الوقت الحالي هو تحضير نفسه للانتخابات الرئاسية. ورد بن بيتور على أسئلة تتعلق ببرنامجه الذي يعتزم عرضه على الناخبين، والذي شرح تفاصيله في لقاءات ميدانية مع سكان عدة ولايات. وقال إنه يتضمن بعدين أساسيين: أحدهما يتناول تصرف المسؤولين في الدولة، والثاني يتعلق بتصرف المؤسسات والهيئات، مشيرا إلى أن "المطلوب تحرير المبادرة بالمؤسسات"، وضرب مثالا بشركة سوناطراك "التي يمنعونها من أن تشتغل بطريقة صحيحة"، في إشارة إلى فضائح الفساد الكبيرة التي أضرّت بسمعة الشركة المملوكة للدولة. ويقوم برنامج رئيس الحكومة الأسبق على "بناء نظام جديد لتسيير الشؤون العامة". ويتضمن إعادة هيكلة القضاء والسهر على تنفيذ أحكامه وقراراته وحماية القاضي من التدخل في عمله. كما يتضمن البرنامج، حسب بن بيتور، عصرنة الجيش. ويكون ذلك ب«تحضير جيشنا لعمليات من نوع جديد، والفكرة هي أن يقوم على عقيدة ترتكز على الدفاع والأمن والدبلوماسية والاقتصاد". ويعتبر بن بيتور هذه الأبعاد الأربعة المهام الأساسية للجيش. أما في مؤسسة الرئاسة، فيقترح استحداث أربع محافظات سامية. كما يقترح في برنامجه إنشاء 15 قطبا اقتصاديا في البلاد، كل قطب يتمتع باستقلالية القرار والمبادرة. ويهدف هذا المشروع، حسب صاحبه، إلى تشجيع الاستثمار المنتج. وتعهد بن بيتور ب"العمل في الميدان من أجل تجنيد المواطنين حول قوة جديدة تدفع نحو التغيير، فبرنامجنا يقوم على بناء حركة سياسية جديدة تدافع عن التغيير". وقال إن الزيارات الميدانية التي قام بها إلى الولايات "سمحت لي بالتأكد من وجود تعاطف مع خطاب التغيير الذي أردده". وبخصوص اتهامه من طرف زعيمة حزب العمال، ب"إشعال الفتنة" في الجنوب، قال بين بيتور: "من أهداف التغيير هو إعادة النظر في أشياء كثيرة، من بينها هؤلاء البرلمانيين الذين يستغلون الحصانة لتوزيع التهم مجانا. ولكن لا يهمني ما يقول فلان أو علان، ما يهمني هو التحضير لموعد 2014". وحذر بن بيتور من فقدان القدرة على إنجاز أي إصلاح في المستقبل، في حال انخفضت صادرات النفط التي ستؤدي إلى انخفاض الجباية النفطية. ولو انخفض سعر البرميل إلى 70 دولارا (104 دولار أمس)، ستعجز الحكومة عن تمويل شراء التجهيزات، حسب رئيس الحكومة الأسبق، الذي أضاف: "الجزائر تستورد العتاد والعمال وكل شيء، ومسؤولوها يبذرون أموالا طائلة في الإنفاق على المشاريع زيادة على تفشي الرشوة".