كشف مصدر مسؤول من سوناطراك، عن تخوف الشركة من قيام زبائنها من الدول الأوروبية بأخذ قرارات مماثلة لتلك التي اتخذتها الشركة الإيطالية "ايني" التي تقضي بتقليص وارداتها من الغاز الجزائري، حيث تنوي الشركات الإسبانية أن تحذو حذوها، ومساومة سوناطراك على التخفيض من أسعار غازها. قال نفس المسؤول ل”الخبر”، إن قرار الشركة الإيطالية ”ايني” القاضي بتخفيض كمياتها المستوردة من الجزائر ”لا أثر له على المدى القصير، بالنظر إلى تقلص وتراجع الإنتاج الوطني، مشيرا إلى قيام الشركات الأخرى باتخاذ قرار مماثل سيعمل على تقليص عائدات الجزائر من مداخيل الغاز، في انتظار الدخول إلى أسواق غازية جديدة أو تدعيم تسويق الغاز الطبيعي المميع عبر ناقلات الغاز. من جهة أخرى، أكد ذات المسؤول أن سبب اتخاذ شركة ”ايني” قرار تقليص وارداتها الغازية من الجزائر، لا يقتصر على العوامل الاقتصادية فقط والمتمثلة في الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها شركات الاتحاد الأوروبي، وإنما من التخوف بدرجة كبيرة على ضمان الجزائر وتأمينها لتزويد السوق الأوروبية مستقبلا بأسعار تنافسية. في نفس الإطار، أشار ذات المصدر إلى أن حادثة تيڤنتورين لم تمر دون أن تترك آثارا لها، حيث اضطرت الجزائر مباشرة بعد وقوعها، للتقليص من إمدادات إيطاليا من الغاز وقيامها بالاعتماد على حقول أخرى لتغطية عجز إنتاج مصنع تيڤنتورين، ما جعل الدول الأوروبية تتخوف من تكرار سيناريو آخر مماثل لما حدث في عين أمناس والذي دفع بها إلى العمل على تنويع ممونيها من النفط لتأمين أسواقها. إلى جانب حادثة تيڤنتورين، تكلم ذات المسؤول عن المخاوف التي تبديها الدول الأوروبية تجاه التطور المحسوس للاستهلاك محليا بالنسبة للجزائر، مقابل وتيرة محتشمة للرفع من الإنتاج الوطني، والذي سجل انخفاضا بالنسبة للغاز منذ 2011 والبترول سنة 2012. على صعيد آخر، أكد ذات المصدر أن اتخاذ قرار تنويع مموني الدول الأوروبية من الغاز، بعد أن كانت تعتمد بالدرجة الأولى على الغاز الجزائري، يؤكد نيتها في تزويد جزء من أسواقها الداخلية مستقبلا من الأسواق الحرة ”سبوت” والتي تعتمد أسعارا منخفضة مقارنة بتلك المطبقة في العقود طويلة الأجل.