أقدم، صبيحة أمس، 200 مناضل من الأرندي بولاية تبسة، من منتخبين حاليين وسابقين، على غلق المقر الولائي وتحميل مبعوث عبد القادر بن صالح مسؤولية استبعاد السيناتور السابق سعدي حمه علي، من الأمانة الولائية وعضوية الحزب نهائيا. وعاشت القواعد المحلية للحزب في تبسة، الليلة ما قبل الماضية، تململا كبيرا بمجرد سماعهم أخبارا تتحدث عن وجود مبعوثين من الأمين العام بالنيابة، لتعيين مندوبي المؤتمر. وقد طافوا بجميع فنادق مدينة تبسة، حيث اكتشفوا لقاء جمع علي رزقي عضو المكتب التقني للأرندي المكلف بالمنتخبين مع عضو المجلس الوطني مريم الطيب، وبالسيناتور السابق سعدي حمه علي والأمين الولائي الحالي. وسارع المناضلون القدامى وكوادر الحزب إلى غلق المقر الولائي بوسط المدينة، وطالبوا بتغيير مكان عقد الاجتماع للمطالبة بلمّ شمل المناضلين وعدم الاستمرار في سياسة الإقصاء، وقد لبى رزقي نداء المناضلين وعقد اجتماعا تشاوريا، إذ استمع لانشغالات المحتجين بداية بالبرلماني السابق فرحات بن ضيف الله وعضو المجلس الوطني الذي قال إن الحزب “هبط مستواه إلى الحضيض”، مطالبا الأمين الولائي بالاستقالة لأنه “اتبع سياسة إفراغ الحزب من الكفاءات”. وأجمع الحاضرون على تبليغ القيادة بمطلب واحد هو استبعاد الأمين الولائي، وتشكيل لجنة مؤقتة تعيد للحزب مناضليه المقصين من جميع المستويات. وباشروا اتصالات بعد أن احتلوا المقر نهائيا وطردوا جميع من يقف وراء مطلب “عودة الحزب لأبنائه”؟، رافضين الاستماع لرد الأمين الولائي الذي ينفي مزاعم المحتجين. من جهته عقد الأمين الوطني المكلف بالمنتخبين، اجتماعات مع أربعة من أعضاء المجلس الوطني بينهم السيناتور السابق المطالب برحيله، لمحاولة تعيين ممثلي الولاية في اللجنة الوطنية لتحضير المؤتمر، غير أنه لم يفصل في عضوية الأمين الولائي بها على خلفية المطالب المرفوعة من القاعدة للقيادة. ونفى رزقي أن يكون قد حضر جلسات في الكواليس لتعيين مندوبي المؤتمر، وترك للمناضلين الحرية الكاملة في تسيير الحزب وتعيين ممثليه. وفي ولاية سكيكدة حدثت ملاسنات واشتباكات، كادت تتحول إلى شجار جماعي، حيث رفض مناضلون جلب الأمين الولائي بن مرابط أشخاصا لفرضهم كمندوبين، كما حدثت ملاسنات عنيفة بين خالدي بومدين، موفد بن صالح للولاية وأحمد بوبريق، أحد القياديين في المعارضة التي قادها يحيى ڨيدوم ضد أحمد أويحيى. وتردد في سكيكدة أن خروقات بالجملة حدثت ومست بالنظام الأساسي للحزب. وشهدت ولاية البليدة تقريبا نفس السيناريو، بإعلان المئات من الماضلين رفض موفد بن صالح، وهو الطاهر بوزغوب، كما جرى حديث عن تجاوزات في أم البواقي والجلفة.