بالموازاة مع الاحتجاجات التي تعرفها تركيا، منذ أسابيع، تستعد مدينة مرسين التركية لاحتضان دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط لسنة 2013، ما بين 20 و30 جوان الجاري، بعدما فازت في الجولة الأولى من الاقتراع الذي نظمته الجمعية العمومية للجنة الدولية للألعاب المتوسطية عبر الأنترنت. حصلت مرسين على الأغلبية المطلقة، ونالت أصوات 70 عضوا اقترعوا في الدور الأول من أصل أعضاء الجمعية ال78، وتقدّمت على مدينتي تاراغونا الإسبانية وطرابلس الليبية. وكانت مرسين خسرت أمام فولوس اليونانية في اقتراع عام 2007 لاستضافة دورة الألعاب سنة 2013، لكن التأخير الحاصل في الأشغال والاستعدادات أدى إلى سحب التنظيم من الأخيرة في 28 جانفي الماضي. وتم إنجاز قرية تأوي 5 آلاف شخص، وحصلت على تقدير ممتاز من قِبل لجنة التفتيش. ويشارك في ألعاب البحر الأبيض المتوسط رياضيو 24 بلدا على ضفاف البحر منذ 1951، وتقام كل أربع سنوات، كانت نسختها الأخيرة عام 2009 في مدينة بيسكارا الإيطالية، وسبق لتركيا أن نظمتها عام 1971 في مدينة إزمير. وأثارت الاحتجاجات التي تعرفها تركيا مخاوف البلدان المشاركة في الدورة، وهي الاحتجاجات التي اندلعت على خلفية قرار الحكومة، بقيادة طيب أردوغان، إزالة منطقة تقسيم وإنجاز مركز تجاري فيها. وسارعت اللجنة المنظّمة لدورة مرسين للألعاب البحر الأبيض المتوسط إلى التأكيد أن الألعاب ستُقام في موعدها في مرسين جنوبي تركيا، على الرغم من التظاهرات المناهضة للحكومة التركية. وقالت اللجنة المنظّمة واللجنة الأولمبية التركية في بيان لهما: “تنظيم ألعاب المتوسط لن يتأثّر بالمظاهرات التي تشهدها البلاد، والتي كانت أساساً سلمية في منطقتي أدانا ومرسين”. وجاء في البيان نفسه: “بعد دراسة متأنية للوضع مع الخبراء، يبدو أنه ليس هناك أيّ خطورة على الرياضيين الذين سيشاركون في الدورة”. وتابع البيان: “تركيا لديها سجل ممتاز في مجال الأمن فيما يتعلّق بالأحداث الرياضية في السنوات العشر الأخيرة، وبإمكان الرياضيين والمسؤولين والمشجّعين الاطمئنان على أن هذه الألعاب ستحترم القواعد”. وكان رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، دشّن مؤخرا إحدى القاعات التي ستُقام فيها منافسات الألعاب، وألقى كلمة شنّ خلالها هجوماً قوياً على عشرات آلاف المتظاهرين الذين يطالبون باستقالته. محمد طاهر باشا وراء إطلاق الأولمبياد المتوسطي الإسكندرية تحتضن أول دورة عام 1951 تعد فكرة الدورة المتوسطية مصرية مائة بالمائة، لصاحبها محمد طاهر باشا رئيس اللجنة الأولمبية المصرية في أواخر الأربعينيات، عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية عام 1945، وكان ميلادها الرسمي في مدينة الإسكندرية التي كانت، حتي منتصف القرن الماضي، عاصمة مصر الرياضية، وكان يوجد فيها مقر اللجنة الأولمبية المصرية. وقام محمد طاهر باشا بإعداد الفكرة وعرضها على اللجان الأهلية لدول حوض البحر المتوسط، وأجرى اتصالات ميدانية دولية معهم، ليشرح لهم أهمية الفكرة ومدى أهميتها على شباب المتوسط فوافقت عليها. وقد تم عرض الفكرة على اللجنة الأولمبية الدولية، التي كان عضوا فيها في اجتماعها عام1948 بمدينة سان ببورينز السويسري، ولاقت نجاحا كبيرا واستحسانا من الأعضاء الذين أعلنوا بأنها ستكون بمثابة دورة أولمبية مصغرة. وخرجت الفكرة إلى النور وحيز التنفيذ بصفة نهائية في اجتماع روما بإيطاليا عام1949، وعُهد لمصر بتنظيم أول دورة متوسطية بمدينة الإسكندرية عام1951، ومن يومها تقام بانتظام كل أربع سنوات قبل الدورات الأولمبية ب12 شهرا. وأقيمت الدورة الأولى خلال الفترة من5 إلى 20 أكتوبر 1951 بالإسكندرية، ومنذ ذلك التوقيت، أقيمت بعدها، بانتظام، 16 دورة هي: برشلونة 1955، ونابولي 1963، و1967 تونس، وأزمير 1971، والجزائر 1975، واسبليت 1979، والدار البيضاء 1983، واللاذقية 1987، وأثينا 1991، وفرنسا 1995، وباري 1997، وتونس 2001، وألماريا 2005، ويسكارا 2009، وميرسن 2013. دورة استثنائية عام 1993 أصبحت دورة الألعاب المتوسطية مثار إعجاب جميع الدول المتوسطية، وأطلقوا عليها الأولمبياد المتوسطي، ولقوة المنافسة على الصدارة اعترض العديد من دول الصدارة الذين يشاركون بأبطالهم العالميين والأولمبيين، خاصة فرنسا وإيطاليا وإسبانيا وتركيا واليونان على إقامة هذه الدورة قبل أشهر من الدورة الأولمبية، حيث تحدث إصابات قوية لأبطالها العالميين والأولمبيين تؤثّر على مشاركتهم في الألعاب الأولمبية. وعلى ضوء ذلك، قررت اللجنة الدولية لألعاب البحر المتوسط تغيير موعد الدورات المتوسطية لتقام عقب كل دورة أولمبية ب12 شهرا وليس قبلها، وهذا القرار تم اتخاذه في الدورة المتوسطية باليونان عام1991 بأثينا، وقد تمت إقامة دورة استثنائية، وهي الدورة الثانية عشرة في المقاطعة الفرنسية لانكدوك روسيون عام 1993.