سيتيح الاتفاق الموقع بين مجمع سيفيتال والحكومة الجيبوتية إمكانية تجسيد الشركة الجزائرية لأحد أكبر مشاريعها في القارة الإفريقية، ويتعلق الأمر بمشروع للصيد البحري على امتداد ما يقارب 1000 كم تغطي السواحل الجيبوتية لأكثر من 360 كيلومتر، إضافة إلى إقامة مركب لإنتاج السكر. وكشف وزير الفلاحة والمياه والصيد البحري الجيبوتي محمد أحمد أواله خلال ندوة صحفية نظمت بفندق الهيلتون عن تفاصيل المشاريع التي سيتم القيام بها من قبل المجمع الجزائري سيفيتال بجيبوتي، وتعكس هذه المشاريع رغبة الشركة الجزائرية في التموقع في القرن الإفريقي، خاصة وأن مفاوضات جديدة بدأتها سيفيتال أيضا مع إثيوبيا. ويتضمن المشروع توسيع دائرة نشاط الصيد البحري مع اقتناء سيفيتال لسفينتين كبيرتين للصيد واستغلال السواحل الجيبوتية ولكن أيضا جزء من سواحل الصومال المقدرة بأكثر من 600 كم وضعت تحت تصرف جيبوتي في إطار اتفاقية استغلال. في نفس السياق، يرتقب أن تقيم سيفيتال مركبا لصناعة السكر، مع التزام الشركة الجزائرية بتحويل التكنولوجيا والتكوين وتحويل المعرفة، مقابل تحويل جيبوتي لقاعدة ونقطة ارتكاز لتوسيع نشاط الشركة الجزائرية في عدد من الأسواق التابعة لتجمع دول إفريقيا الشرقية والجنوبية “كوميسا”. وسبق للمسؤول الجيبوتي أن أعلن في أكتوبر 2012 عن عزم المجمع الجزائري استثمار ما قيمته 50 مليون دولار في المنشآت القاعدية للصيد البحري، بهدف الرفع من مستوى الإنتاج الوطني وتصدير جزء من الإنتاج، حيث وضعت الحكومة الجيبوتية هدف استهلاك السمك طوال السنة ووضع حد لارتفاع الأسعار حسب ما أكده وزير الفلاحة والمياه والصيد البحري، ويسمح الاتفاق الموقع بانتقال نشاط الصيد البحري من الطرق التقليدية أو الحرفية إلى الصناعية. وعن آليات التمويل للمشاريع المعتمدة، يتم دراسة إمكانية الاستعانة بالبنك الإفريقي للتنمية وبنك الاستثمار للتنمية بفضل الملاءة التي تتمتع بها حاليا الشركة الجزائرية، لاسيما وأن القوانين السائدة في جيبوتي تسمح بذلك، حيث تضمن حرية حركة رؤوس الأموال الموجهة للاستثمار والتعاملات الاقتصادية. وعلى صعيد متصل وفي سياق عملية الانتشار في إفريقيا للشركة الجزائرية، كشف وزير الخارجية الإثيوبي “تادروس ادهانوم” أن سيفيتال تدرس مشروع استثمار في صناعة السكر في إثيوبيا وإنشاء مقر إقليمي هناك يكون نقطه انطلاق لها إلى باقي أنحاء القارة الإفريقية. ويندرج المشروع ضمن المخطط الإثيوبي لزياده إنتاج السكر بحوالي ثمانية إضعاف إلي ما يزيد عن مليوني طن بحلول 2015 وإقامة 10 مصانع ومزارع لتحقيق هذا الهدف. وتأمل سيفيتال في اقامة مشروع لها بمنطقه ديديسا الغنية بالأراضي الزراعية وتسعى للحصول على أراضي زراعية في السودان وجيبوتي أيضا، كما قررت فتح مقرها الخاص بإفريقيا في آديس أبابا، فضلا عن ذلك قدمت سيفيتال عروضا لشراء أربع وحدات صناعية لإنتاج السكر بالسودان وتهتم عن قرب بالسوق الإيفواري أيضا، إلا أن آليات التمويل وتحويل العملة المعتمدة في الجزائر لا تزال تحول دون توسع الشركات الجزائرية في الخارج أو إنشاء فروع لها.