دعا رئيس الحكومة الأسبق، أحمد بن بيتور، إلى "جعل رئاسيات 2014 مدخلا للتغيير الحقيقي الذي يقود إلى التطور والتنمية". وقال إن القوى التي دفعت في تونس ومصر إلى إبعاد رموز النظام في البلدين، عجزت عن تحقيق التغيير. عرض بن بيتور، الليلة ما قبل الماضية، منظوره للخروج من الأزمة في منتدى صحيفة “ليبرتي” وقدم البرنامج الذي يقترحه على الجزائريين من موقعه مرشحا للاستحقاق الرئاسي القادم. وانتقد بن بيتور “كون الجزائر في مرحلة انتقالية مزدوجة، سياسية واقتصادية منذ 25 سنة”، يقصد منذ أحداث أكتوبر 1988، مشيرا إلى أن الجزائر “ستنتقل إلى مرحلة الفقر الدائم كلما طالت المرحلة الانتقالية الدائمة”. وأوضح بن بيتور أن البلاد “تعاني من أزمة متعددة الأبعاد، سياسية وثقافية واقتصادية ودبلوماسية، وأزمة هوية أيضا”. فعلى الصعيد الاقتصادي، أشار إلى التبعية الكبيرة للمحروقات وإلى تفاقم حجم الريع، وإلى توفر الغاز غير التقليدي في أماكن كثيرة من العالم، مما يجعل العديد من زبائن الجزائر في غنى عن نفطها في المستقبل. وقال في الموضوع: “لو نزل سعر برميل النفط إلى 70 دولارا، سوف لن تجد الدولة دينارا واحدا للإنفاق على التجهيز”. وذكر أن 98 بالمائة من المداخيل بالعملة الصعبة، مصدرها بيع المحروقات، و75 بالمائة من الجباية مصدرها النفط، وهذه التبعية تؤكد مدى حاجتنا لإعادة بناء الاقتصاد”. وقدم رئيس الحكومة الأسبق أرقاما عن تطور الاستهلاك في مقابل عجز من الحكومة على الوفاء بأعبائه، فالدخل الفردي انتقل من 2500 دولار إلى 4500 دولار ما بين 2000 و2010، وضرب مثالا باستهلاك الكهرباء الذي زاد ب18 بالمائة ما بين 2010 و2011. وشرح بن بيتور برنامجه الذي سيعرضه على الناخبين في 2014، قائلا إنه “ينطلق من النهضة السياسية التي يشهدها العالم”، داعيا إلى “عصرنة المجتمع” وإلى “تحديد عقيدة الجيش”. ويولي برنامجه، حسبه، أهمية لحرية التعبير والصحافة وإعادة بناء المدرسة “بجعلها تواكب التطور التكنولوجي، فاليوم يعيش العالم ثورة في تكنولوجيات الإعلام والاتصال، وليس مقبولا أن نبقى نحن على الهامش”. ولا يستبعد بن بيتور حدوث انفجار اجتماعي في البلاد، “لأن كل شروطه متوفرة، من بينها تفكك الاقتصاد”. وحول ما إذا كانت الجزائر بمنأى عن ثورة شبيهة بما جرى في تونس ومصر في 2011، قال بين بيتور: “عندما اندلعت الأحداث في تونس، قال المصريون حينها إن الأمر لا يعنيهم.. والبقية تعرفونها”، مشيرا إلى أن تفادي وضعا متفجرا في الجزائر، يكون بتنظيم انتخابات رئاسية نزيهة ربيع العام المقبل. كما يرى أن الجزائر ليست بمنأى عن الأزمة المالية التي تعصف بجزء من أوروبا، بحكم عولمة الاقتصاد.