كشف رئيس الحكومة الأسبق والخبير الاقتصادي، أحمد بن بيتور، أن الدولة ستعجز عن دفع أجور الموظفين، في حالة انخفاض أسعار برميل البترول إلى أقل من 70 دولارا، مؤكدا أن ميزانية التسيير التي ارتفعت بنسبة 50 في المائة منذ سنة 2010، تعتمد أساسا على الجباية البترولية. أوضح، أمس، بن بيتور، على هامش محاضرة ألقاها بالمتحف العمومي للآثار بسطيف، بعنوان ”دراسة وتحليل الاقتصاد الجزائري في ظل التطورات التكنولوجية الحديثة”، أن دخول الحكومة في مشروع ”رونو” فاشل بكل تفاصيله، من اقتطاع 280 هكتار من الأراضي الزراعية وصولا إلى اقتناء المنتوج في حالة عدم رواجه، منتقدا في دراسة تحليلية، الواقع الاجتماعي والاقتصادي والسياسي السائد في البلاد. وأشار المتحدث لدى تطرقه للقضايا العربية والإقليمية، إلى أن ما يحدث في الوطن العربي، خصوصا في مصر وتونس، بمثابة تنبيه للجزائريين لما سيحدث في حال انتهاج هذا الطريق، ملحا على ضرورة إحداث التغيير السلمي في الانتخابات الرئاسية المقبلة، مؤكدا عزمه على المضي قدما في الترشح للرئاسيات المقبلة سنة 2014، مبرزا أنه غير مرتبط بأي حزب سياسي أو تحت غطاء أي طرف كان، ووعد بإيجاد الحلول الناجعة التي ”ستخرج الجزائر من المعضلة التي تواجهها، والمتمثلة في زوال ثروة النفط”، وبناء اقتصاد ناجع ومجتمع نافع خلال 15 سنة. وواصل بن بيتور بأنه لن يعمر في الحكم سوى عهدة رئاسية واحدة، ليسلم المشعل للشباب، بعد إرساء خارطة طريق واعدة، والتركيز على الاستثمار في الطاقات البشرية والكفاءات وتكريس المواطنة وحرية القضاء، مع رقمنة الجيش وإرساء حرية التعبير والديمقراطية، ومكافحة الفساد والرشوة وتحقيق الأمن الغذائي وبناء مدرسة حديثة واعتماد نظام انتخابي نزيه يركز على الكفاءات.