الزّكاة اسم لما يخرجه الإنسان من حقّ الله تعالى إلى الفقراء، وسمّيت زكاة لمّا يكون فيها من رجاء البركة، وتزكية النّفس وتنميتها بالخيرات. وتفسير الزّكاة في اللغة يرجع إلى وضعين محمودين مرغوبين: أحدهما الطّهارة والثاني النّماء والزّيادة. فقد فرض الله سبحانه وتعالى الزّكاة على الأغنياء وأمر بالصّرف إلى الفقراء وقرّر ما في الطّباع والعقول تحسينه وتحبيره وعند أصحاب المكارم تمكينه وتقديره. والزّكاة على معنى الطّهارة تطهِّر النّفس من دنس البُخل وخساسة الغنة ودناءة الشحّ وهو مذموم عند الخالق والمخلوق. والسّخي يحبّه كلّ برّ وفاجر، ويستحسن من كلّ مؤمن وكافر، فهو قريب من الله، قريب من الجنّة وقريب من النّاس كما جاء في الأثر وكم من سخي معطاء ختم له بالسّعادة وكم رمى البخل من عابد إلى أسفل الدركات ونسف له كلّ الطّاعات.. وانظر إلى حاتم الطائي، هذا الشّاعر الجاهلي كيف تحبّه الطباع وتنقاد له الأتباع حتّى أنّه لا يذكر باللّعن والإبعاد، ولو أدرك الإسلام وذاق من رحيقه لصار نجمًا لا يدرك في الأخلاق.