تسبب ارتفاع الحرارة خلال الفترة الأخيرة في وفاة 18 شخصا بعدة مناطق في الجنوب منذ بداية الصيف، 7 منهم منذ بداية شهر الصيام، وفي مقدمتها أدرار وإليزي وتمنراست وغرداية، وهي نفس الأرقام تقريبا التي سجلت العام الماضي. ففي ولاية أدرار، توفي إلى بداية الأسبوع الماضي 14 شخصا في موجة حر شديدة تجتاح عدة مناطق من الولاية، حيث تراوحت درجة الحرارة منذ بداية شهر جويلية الماضي مابين 53 إلى 58 درجة وكان أغلب المتوفين من الشيوخ المصابين بارتفاع ضغط الدم. وذكر مصدر طبي أن أكبر حصيلة من الوفيات سجلت بالجهة الجنوبية للولاية وبالتحديد بدائرة أولف على بعد 290 كم ومنطقة رقان، حيث توفي في أولف 7 أشخاص منذ دخول فصل الصيف بفعل درجة الحرارة. وقد ساهمت الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي في ارتفاع عدد الوفيات خاصة لدى كبار السن والمصابين بارتفاع ضغط الدم الحاد، وحذر الأطباء العاملون بالمؤسسات الاستشفائية في تقرير تم إعداده تزامنا مع ارتفاع درجة الحرارة التي تجتاح هذه الأيام مناطق ولاية أدرار من خطورة الوضع، حيث لاحظوا في تقريرهم من خلال الكشوف الطبية التي قاموا بها ومعاينة جثث الضحايا أن درجة حرارة أجسام المصابين تفوق 45 درجة مئوية، ما يجعلهم يصارعون الموت، وطالب الأطباء في تقريرهم المواطنين بعدم التعرض لأشعة الشمس المباشرة خاصة هذه الأيام. نفس المعطيات تعرفها باقي مناطق الجنوب من تسجيل لحالات إصابة بضربات الشمس، فقالت مصادر عليمة إن من بين الضحايا 7 توفوا منذ بداية شهر رمضان، رغم أن الأئمة يشجعون العجزة والأطفال على الإفطار وعدم المغامرة والأخذ بالرخصة، واضطر المئات من المرضى للإفطار في ولايات الجنوب تحت ضغط الأطباء بعد أن باتت مواصلتهم للصوم تعني الموت المحقق، وقال الدكتور حزمي سليم المتخصص في الأمراض الداخلية: “سجلنا في ولاية أدرار لوحدها أكثر من 80 حالة اضطر خلالها المرضى للإفطار، ويتعلق الأمر بمصابين بأمراض القلب والسكري وضغط الدم وعدد قليل من المصابين بأمراض المعدة”. وفي المنيعة توفيت سيدة ثانية تعاني من مرض القلب بعد إصرارها على الصيام أيضا في بيت لا يتوفر على التكييف، وقد توفيت بعد أقل من 6 ساعات من نقلها لمستشفى العقيد شعباني، وسجلت حالتا وفاة في كل عين صالح إحداهما لرجل مسن يبلغ من العمر 74 فارق الحياة قبل وصوله للمستشفى ، وبينت المعاينة الأولية أنه كان يعاني من السكري ورفض الإفطار ، أما الحالة الثانية فهي لطفلة مصابة هي الأخرى بالسكري تبلغ من العمر 13 سنة. ويتشابه كل ضحايا الحرارة في الجنوب في أمر واحد هو الفاقة والفقر واضطرار بعضهم للعمل تحت الشمس الحارقة وصوم آخرين دون توفر مكيفات هواء أو عدم علم آخرين بمدى إصابتهم بالأمراض المزمنة، إنهم ضحايا الصيف المنسيون في الجنوب الجزائري ، أحد أكثر مناطق العالم سخونة.