تستمر القبضة الحديدية بين السلطات المصرية، المدنية والعسكرية، وجماعة الإخوان بالنظر لإصرار الداخلية على فض الاعتصام وإنهاء المظاهرات من جهة، وتأكيد الجماعة على عدم مبارحة الميادين إلى حين عودة الشرعية، من جهة أخرى. وبينما باشرت الشرطة بتنفيذ أوامر مجلس الوزراء بفض الاعتصام من خلال نشر مدرعات لحماية المباني العمومية والمنشآت العسكرية المتواجدة بمحيط ميدان رابعة العدوية تحسبا لأي تطور، خرج أنصار الرئيس المعزول في مليونية جديدة تحت شعار “رفض الانقلاب”. في محاولة أولى لإنهاء الاعتصام سلميا، قامت قوات الأمن بالتوجه إلى المعتصمين عبر مكبرات الصوت، تدعوهم فيها إلى الخروج من الميدان بطواعية مقابل ضمان سلامتهم وعدم ملاحقتهم أمنيا، فيما قال قيادات الجماعة إن إصرار الحكومة على “التطاول على حق التظاهر السلمي لأنصار مرسي، من شأنه إراقة المزيد من دماء المصريين”، على حد ما صرح به كل من الداعية صفوت حجازي ومحمد البلتاجي عقب صلاة الجمعة، أمس، بميدان رابعة العدوية، في إشارة إلى أن التحالف من أجل الشرعية لن يتراجع عن موقفه، مستشهدا بالمظاهرات التي خرجت في كل من الإسكندرية والإسماعيلية، وغيرها من المحافظات المؤيدة لمرسي والرافضة لقرار الحكومة بإنهاء كل أنواع التظاهر والاعتصام قبيل عيد الفطر. من جانبها، دعت القوى الثورية الداخلية المضي في قرار فض الاعتصام، في إشارة إلى أن الميادين ملك كل المصريين ولا يمكن لفصيل عرقلة مسار حياة الشعب المصري، على حد ما صرح به هيثم الشواف، منسق تحالف القوى الثورية المؤيدة لخريطة الطريق المقترحة من طرف القوات المسلحة عقب عزل محمد مرسي من منصب الرئاسة. وفي ظل هذه الأجواء المشحونة والمخاوف من تجدد إراقة الدماء، تحدثت الصحف المصرية عن مبادرة لحقن الدماء تمثلت في فتح قناة للتواصل بين جماعة الإخوان والقوات المسلحة المصرية، في محاولة لإيجاد مخرج توافقي ينهي الانسداد السياسي الذي دخلته مصر منذ شهر، تاريخ عزل محمد مرسي، في تأكيد على سعي الجيش عدم التدخل في فض الاعتصام لتفادي الصدام وتوكيل المهمة للداخلية، خاصة بعد تصريحات وزير خارجية الولاياتالمتحدة، جون كيري، والتي اعتبر فيها أن تدخل الجيش المصري “جاء لحماية الديمقراطية”، ما دفعه للابتعاد عن شبهة التدخل السياسي أو إراقة الدماء. من جهتها، فضلت الداخلية العمل تدريجيا قبل اللجوء للقوة في إنهاء الاعتصام، لمنح فرصة لإرساء الحوار الذي دعا إليه الأزهر، فيما أكد المعتصمون أن مخططا للتضييق عليهم شُرع في تطبيقه، في إشارة إلى سد المداخل والمخارج نحو الميادين، بالإضافة إلى فتح مياه المجاري من قبل قوات الشرطة، لفض الاعتصام.