عرف سوق استقدامات المدربين في الأندية التي تنتمي إلى الرابطة المحترفة الأولى حركية كبيرة، فمن أصل 16 ناديا ينشط في الرابطة المحترفة الأولى، احتفظت أربعة أندية فقط، بمدربيها. يتقدم اتحاد الحراش الأندية التي احتفظت بمدربيها، حيث جددت الثقة في المدرب بوعلام شارف، فيما احتفظ وفاق سطيف بالمدرب الفرنسي فيلود، ونفس السياسة انتهجتها إدارة اتحاد العاصمة عندما احتفظت بالمدرب الفرنسي رولاند كوربيس، وعلى عكس الصاعدين الجديدين شباب عين فكرون وأمل الأربعاء، فقد احتفظ الصاعد الثالث فريق مولودية بجاية بالمدرب مراد رحموني. ونظرا للحركية الكبيرة التي شهدتها سوق استقدامات المدربين، فضلت “الخبر” تسليط الضوء على أجور هؤلاء التقنيين. أجانب يتصدرون البورصة وسوليناس الأقل دخلا تعتمد أندية الرابطة المحترفة الأولى في أغلب الأحيان الخيار الأجنبي لتكليفه بالإشراف على العارضة الفنية، اقتناعا منها أن المدرب الأجنبي يتمتع بالكفاءة، وبناء على ذلك، قامت بتوقع حجم المطالب المالية والتحضير للاستجابة لشروط هؤلاء، مثلما حدث مع المدرب رولاند كوربيس الذي كان في اتصالات مع إدارة مولودية الجزائر وتكرر المشهد مع مدرب الوفاق فيلود الذي غازله رئيس شبيبة القبائل، محند شريف حناشي، من أجل تولي العارضة الفنية ل«الكناري”، وما كان على إدارة الوفاق إلا رفع راتبه لإقناعه بالبقاء، في سيناريو أشبه بما يحدث مع اللاعبين. ففي قراءة أولية، فضلت أربعة أندية تنتمي إلى الرابطة المحترفة الأولى، الخيار الأجنبي إلى جانب تجديد الثقة في رولان كوربيس وفيلود، في اتحاد العاصمة ووفاق سطيف على التوالي، واسترجع شباب بلوزداد مدربه الأرجنتيني ميغيل غاموندي، الذي حقق معه نتائج إيجابية، حيث وافق على العودة مقابل 12 ألف أورو شهريا، فيما اختارت إدارة شباب قسنطينة المدرب الفرانكو - إيطالي غارزيتو الذي توج باللقب القاري مع مازيمبي الكونغولي، كما لعب نهائي كأس القارات للأندية مع ناديه أمام إنتر ميلان، واتفق مع رئيس “السنافر” على راتب شهري بقيمة 15 ألف أورو، فيما عاد السويسري ألان غيغر إلى البطولة الجزائرية بعد تجربة فاشلة في السعودية مع نادي الاتفاق السعودي، واتفق مع مولودية الجزائر على راتب شهري ب15 ألف أورو. ويبقى الراتب الشهري الذي يتقاضاه الفرنسي رولاند كوربيس الأغلى في الربطة الأولى ب40 ألف أورو، بعدما تمكن من إهداء نادي سوسطارة تتويجين اثنين الموسم الماضي، وهما كأس الجزائر وكأس العرب، ورغم أن المفاوضات كانت عسيرة مع إدارة مالك الفريق، حداد، إلا أنه قرّر البقاء في الفريق بعد تلقيه ضمانات بأن تكون له الورقة البيضاء في اتخاذ القرارات. وفي وفاق سطيف، تمكن مواطنه فيلود من إقناع إدارة الوفاق على رفع أجرته الشهرية من 11 ألف أورو إلى 17 ألف أورو، على اعتبار أنّ المدرب الفرنسي تفاوض مع الرئيس حسان حمّار من موقع قوة كونه قاد الوفاق للحفاظ على تاجه بنيل لقب البطولة للمرة الثانية على التوالي، لكن حال مدرب مولودية وهران الإيطالي جياني سوليناس مختلف كثيرا عن كوربيس وفيلود، حيث يبقى الأقل دخلا براتب 9 آلاف أورو، بسبب استقدامه لمساعديه وهما ريكاردو وميرندا اللذين تصل أجرتهما 3 أورو في الشهر، حيث كلف استقدام الطاقم الفني خزينة المولودية مبلغا كبيرا بالعملة الصعبة. شارف يرغم العايب على رفع راتبه إلى 130 مليون ورحموني باق نظير 70 مليونا رغم العروض العديدة التي وصلته من عدة أندية جزائرية وأيضا الخليجية، إلا أن المدرب بوعلام شارف فضّل البقاء للموسم السادس على التوالي في “الصفراء”، محطما الرقم القياسي في الأعوام التي قضاها شارف في ناد واحد دون توقف في البطولة الوطنية، وعرف الرئيس محمد العايب كيف يقنع شارف بدفع له راتب بقيمة 130 مليون سنتيم في الشهر، وهو الذي كان يتقاضى 100 مليون سنتيم من قبل، من جهتها، جددت إدارة مولودية بجاية ثقتها في المدرب مراد رحموني للموسم الثاني على التوالي، حيث وافق على البقاء بعد أن تم رفع أجرته إلى 70 مليون سنتيم في الشهر. “الشلفاوة” يسترجعون إيغيل مقابل 150 مليون وحناشي يعوّل على آيت جودي لقاء 110 ملايين أبرم الناطق الرسمي لأولمبي الشلف، مدوار عبد الكريم، صفقة كبيرة تتمثل في إعادة مزيان إيغيل، إلى العارضة الفنية ل«الشلفاوة”، وهو الذي حقق معه شرف إهداء الأولمبي للقب الوحيد، وقد كلفت عودة إيغيل خزينة الفريق الشلفي 150 مليون سنتيم في الشهر. أما في شبيبة القبائل، فإن الرئيس حناشي لم يكن مقتنعا إلا بمنح ثقته لمدربه السابق لقيادة “الكناري” في الظرف الحالي وهو ابن الفريق، عز الدين آيت جودي، الذي سبق له أن أشرف على الشبيبة عدة مرات، ويحظى آيت جودي بالإجماع ليس فقط في عائلة فريق “جرجرة”، وإنما أيضا في محيط النادي، حيث يتلقى 110 مليون سنتيم في الشهر. أما بالنسبة لمولودية العلمة، فقد فضّل هراّدة عراس تفادي المغامرة في انتداب مدرب جديد، حيث اختار إعادة المدرب عبد القادر يعيش الذي يعرف بيت “البابية”، وحقق مع الفريق الموسم الماضي نتائج إيجابية قبل أن يرمي المنشفة، بسبب خلافه مع الأنصار، وكلفت عودة المدرب خزينة الفريق 120 مليون شهريا. مدربون يتقاضون ما بين 80 و110 ملايين شهريا ينتمي عدد من المدربين إلى ما يمكن وصفه بالمستوى الثالث في سلم الأجور، مثلما هو الحال بالنسبة لمدرب شبيبة الساورة عبد القادر عمراني ومدرب شبيبة بجاية، نور الدين سعدي ومدرب أهلي البرج، رشيد بلحوت، ولا تتعدى أجرة هؤلاء 110 مليون سنتيم شهريا، لكن بعضهم وضع بندا في العقد، يتضمن أنه في حال التتويج بالكأس أو البطولة أو التأهل إلى منافسة قارية، فإن الإدارة تكون مرغمة على تقديم منحة تشجيعية تصل حدود 150 مليون سنتيم. ويتلقى الحارس الأسبق لشبيبة القبائل ليامين بوغرارة، راتبا يبلغ 80 مليونا مقابل تدريبه شباب عين فكرون، فيما يحصل المدرب شريف الوزاني بصفته مدربا للصاعد الجديد إلى الرابطة المحترفة الأولى، أمل الأربعاء، على 70 مليون سنتيم شهريا.