تجاوزت حصيلة ضحايا موجة الحر الشديدة التي تجتاح مناطق عديدة من ولاية أدرار منذ أكثر من أسبوعين 23 قتيلا في مناطق متعددة، خاصة الجهة الجنوبية للولاية منها، حيث سجلت 15 حالة وفاة بدائرة عين صالح بولاية تمنراست، في ظل تخوف لدى السكان والجهات الصحية بالولاية من الوضع. ذكرت مصادر طبية مؤكدة ل“الخبر” أن أكثر المناطق تضررا من هذه الموجة دائرة أولف وخاصة منطقة أقبلي وتمقطن على بعد 290 كم جنوب أدرار، وهي المدينة التي أحصت 9 ضحايا دفعة واحدة في ظرف ثلاثة أيام، حيث فاقت درجة الحرارة بهذه البلدة 58 درجة، وتشابهت أعراض الإصابات بالنسبة للضحايا حيث لوحظ على المصابين ارتعاش شديد وتفحم كلي للجثث، فيما دعت الجهات الصحية بهذه المنطقة المواطنين إلى تجنب الخروج في مثل هذه الظروف من منازلهم، وساهمت الإذاعة المحلية في تحذير السكان من ذلك. وقتلت موجة الحر غير المسبوقة في تاريخ الولاية بالجهة الشمالية خاصة بقرى بلدية طلمين الواقعة على بعد 350 كم شمال أدرار، ما يزيد عن 7 أشخاص منهم 3 خلال الأربعة والعشرين ساعة الماضية، منهم 4 بقصر بوكزين، وأعربت مصادر طبية من مستشفى تيميمون عن مخاوفها من تأزم الوضع. يحدث هذا في ظل سكوت غير مفهوم لوزارة الصحة التي لم تحرك ساكنا إلى الآن، حيث لم تبادر إلى تشكيل لجنة للتحقيق رغم مطالب الأطباء بأخذ عينات من جثث الضحايا والمصابين، لكن انعدام مختبرات في العديد من المؤسسات الاستشفائية حال دون تحقيق ذلك حيث يتم إرسال العينات إلى الجزائر العاصمة. وأدت موجة الحر إلى هجرة جماعية للسكان نحو عاصمة الولاية أدرار بسبب الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي في أغلب بلديات الولاية، وكذا ضعف التيار الذي أدى إلى شلل كلي بالمنطقة، وذكرت نشريه طبية أن الأشخاص المسنين المصابين بارتفاع ضغط الدم والأطفال هم الأكثر عرضة لضربات الشمس، حيث سجلت وفاة 5 أطفال بمنطقة أوقروت شمال الولاية، إضافة إلى مرضى السكري والقلب. بقي أن موجة الحر التي تجتاح منطقة أدرار انعكست على الحالة الصحية للمواطنين الذين ضاقت بهم المصالح الاستعجالية في اليومين الأخيرين، حيث استقبلت مختلف المصالح الطبية أزيد من 580 حالة ضربة شمس.