لم يستطع دخان الانفجارات الهائلة في الضاحية الجنوبية لبيروت ولا سقوط الصواريخ عليها خلال الأسابيع الستة الماضية حجب الخسائر البشرية في المقاتلين التي تكبدها “حزب الله” خلال هذه الفترة في حمص وريفها وحلب وريفها واللاذقية والشريط الساحلي السوري ذي الكثافة السكانية العلوية.وكشف أحد قادة “حزب الوطنيين الأحرار السوريين” من مقر لجوئه في القاهرة ل”السياسة” الكويتية عن “مقتل أكثر من سبعين عنصراً شيعياً من لبنان في مناطق مختلفة من سوريا خلال الاربعين يوما الماضية، بينهم 22 عنصراً وقعوا شمال حلب مع مجموعة من المقاتلين الشيعة العراقيين والإيرانيين في كمين نصبه “الجيش الحر” ومجموعات من المقاتلين الاسلاميين، فيما تم أسر 38 عنصراً مختلفاً من هذه القوى في حلب وريف اللاذقية وقرى علوية ساحلية عدة سقطت في ايدي رجال الثورة، بينهم نحو 20 من “حزب الله”، فضلاً عن 40 جريحاً آخرين موزعين على 3 مستشفيات في حمص وحلب إصابات بعضهم خطيرة”.وكشف القيادي المعارض أيضاً عن أن “الإضافات الكبيرة في عدد مقاتلي “حزب الله” الذين أرسلوا خلال تموز الماضي وآب الجاري إلى سوريا ويقدرون بنحو 2500 عنصر غالبيتهم الساحقة من مناطق البقاع، الخزان الاساسي ل”حزب الله”.وقال القيادي المعارض ل”السياسة” ان “المناطق الشمالية والشرقية السورية تشهد منذ نيسان الماضي فيضاً من مقاتلي الكتائب الإسلامية السلفية الجهادية من مختلف المشارب القادمين من العراق والاردن ودول عربية واسلامية واوروبية عدة، بحيث اضطرت مجموعات من “جبهة النصرة” المؤيدة لتنظيم القاعدة وأجنحة أخرى في فلكه، للانتقال الى لبنان والانتشار خصوصاً حول اماكن نفوذ “حزب الله”، وبالاخص في الضاحية الجنوبية من بيروت وعلى امتداد الساحل الجنوبي من العاصمة حتى مدينة صور لتنفيذ تفجيرات وعمليات انتحارية”.وتوقع “وقوع موجة من التفجيرات الضخمة في مناطق نفوذ “حزب الله” و”حركة أمل” ذات الكثافة السكانية الشيعية انتقاماً للضحايا من المدنيين والابرياء السوريين الذين تفتك بهم عصابات “حزب الله” في سوريا، وكذلك موجة مقابلة ضد مواقع تجمع السكان السنة والمسيحيين في مناطقهم على ايدي إرهابيي “حزب الله” والاستخبارات السورية”.