كانت الشوارع المحيطة بالسوق المغطاة بوسط مدينة تلمسان، صبيحة أمس، مسرحا لمشادات عنيفة بين مئات الباعة بمحيط السوق العتيق وعناصر الأمن بعد شروع السلطات المحلية في إخلاء الأرصفة وإزالة طاولات الباعة، أصيب خلالها شرطيان بجروح نقلا على إثرها إلى المستشفى، في حين تم توقيف أربعة من المحتجين اقتيدوا إلى مقر الأمن، مثلما علمته ”الخبر” بعين المكان. واستعملت الشرطة الغازات المسيلة للدموع لمواجهة المئات من الشباب الذين أضرموا النار في العجلات المطاطية ونصبوا المتاريس في محاولة لصد عناصر الشرطة عن تنفيذ عملية الإخلاء، التي تندرج في إطار محاربة التجارة الموازية والفوضوية. وأكد رئيس دائرة تلمسان، حجام عابد، في تصريح ل”الخبر” بعين المكان، عندما كان يشرف على متابعة عملية تطهير محيط السوق، أن تدخل مصالح الأمن جاء لفرض النظام العام وتطهير المدينة من مظاهر التجارة الفوضوية التي عمّرت بالمكان لعدة عقود، مضيفا أنه حتى سكان الشوارع المحيطة بالسوق والتجار العاملين بطريقة شرعية أصبحوا يتقدمون بشكاوى تكاد تكون يومية لما يلقونه من مضايقات وفوضى يتسبب فيها التجار الفوضويون. وقد هيأت السلطات العمومية عدة بدائل لاحتضان أسواق حديثة بكل من أحياء أوجليدة وسدي سعيد وسيدي لحسن وبودغن، ولكن الباعة يرفضون الانتقال إلى هذه الفضاءات، رغم حيازة البعض منهم لقرارات الاستفادة من محل، أردف يقول. من جهتهم، عبّر بعض الباعة ممن التقت بهم ”الخبر” عن تأسفهم للطريقة التي تمت بها عملية الإخلاء وما لحقها من تعنيف وحجز للسلع، حيث قال أحدهم إن طاولته كانت تعيل أربع عائلات وهو متواجد بالمكان منذ قرابة الثلاثين سنة، وأن النشاط بطاولة داخل السوق غير ممكن لكل الباعة بسبب ارتفاع تكلفة الكراء التي تصل إلى الأربعين ألف دينار. ووجد سكان تلمسان صعوبة كبيرة في التزود بالمواد الغذائية والخضر، طيلة نهار أمس، بفعل الطوق الأمني الذي ضرب على مداخل المؤدية الى ساحة وسط المدينة وبسبب إغلاق العديد من أصحاب المحلات لمتاجرهم مخافة تجدد المواجهات بين عناصر الأمن والباعة الرافضين لإخلاء الأرصفة.