يواصل تنظيم «القاعدة» اختباراته الأمنية في العراق، ففي موازاة عشرات الهجمات بتفجير سيارات مفخخة يومياً، يسعى إلى ينفذ عمليات كبرى تمهد لاحتلال مدن كاملة، على جانبي الحدود العراقية - السورية.وأعلنت قوات الأمن العراقية أمس، إحباط هجوم ل «القاعدة» كان هدفه السيطرة على مجمع حكومي في الفلوجة، شرق الأنبار، وقد نجح عشرات المسلحين بالسيطرة عليه لساعات.وأكدت السلطات الأمنية في الأنبار: «تطهير محيط دائرة الكهرباء ومديرية الشرطة في الفلوجة من العناصر الإرهابية، وقتل سبعة بينهم ثلاثة انتحاريين، وأكدت استقرار الوضع في المدينة».لكن طبيعة الهجوم الذي جاء بعد ليلة دامية في بغداد خلفت عشرات القتلى والجرحى بسلسلة تفجيرات انتحارية، أبرزها في حي العامل، جنوب غربي العاصمة، تشير إلى نية التنظيم تنفيذ عمليات كبرى تمهيداً لعودته إلى المدن.وجاء هجوم الفلوجة بعد أسابيع من نجاح عشرات المسلحين في اقتحام المواقع الأمنية في بلدتي راوة وعانة التابعتين لمحافظة الأنبار. واعترف نائب رئيس مجلس المحافظة صالح العيساوي، في اتصال مع «الحياة»، بخطورة الموقف، وقال إن «الشرطة المحلية التي كانت تحرس المجمع الحكومي في الفلوجة لم تستطع وقف الهجوم الذي نفذه انتحاريان».وأضاف: «بعد ساعة من وقوع الحادث وصلت قوات التدخل السريع إلى المجمع واستطاعت طرد المسلحين والسيطرة على الموقف وفرضت حظراً شاملاً للتجول في المدينة حتى إشعار آخر».وكان تنظيم «القاعدة» بث خلال الأيام الماضية فيلماً تسجيلياً عن محاولة اقتحام سابقة حديثة، وظهر في الفيلم عشرات المسلحين التابعين للتنظيم يتنقلون بسيارات تحمل شعار القوات الخاصة (سوات) ويرتدون أزياء عسكرية، ما مكّنهم من تجاوز نقاط التفتيش والوصول إلى وسط المدينة.وقال العيساوي إن «الأنبار تشهد وضعاً أمنياً مأسوياً بسبب تزايد نشاط القاعدة الذي أصبح يمتلك زمام المبادرة»، وحذر من أن «المنظومة الأمنية مهددة بالانهيار بسبب تنامي التنظيمات المسلحة وعدم قدرة قوات الأمن المنتشرة بالآلاف على ضبط الوضع». ولفت إلى أن «وجود مخطط إرهابي لإسقاط محافظة الأنبار يبدأ بعمليات نوعية لإسقاط المؤسسات الحكومية والخدمية ومراكز الشرطة. وقد بدأ باقتحام بلدتي عانة وراوة منتصف الشهر الماضي».قدرات القاعدة» الذي يعمل في العراق وسورية باسم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» يصفها المسؤول في الأنبار بأنها «هائلة»، ويؤكد ذلك رجال دين وزعماء عشائر في المحافظة، التي تعد هدفاً استراتيجياً رئيسياً للتنظيم، ليس على مستوى استعادة هيبته التي كسرتها العشائر (الصحوات) بعد عام 2008 فحسب، بل بالنسبة إلى الهدف الكبير الذي يسعى إلى تحقيقه، من خلال السيطرة على المدن والبلدات المنتشرة على جانبي الحدود بين البلدين.