قال وزير الخارجية الأمريكية جون كيري، اليوم، إن الرئيس السوري بشار الأسد، يخوض حرب تجويع ضد شعبه، بحسب ما جاء في مقالة كتبها الوزير ونشرت في مجلة "السياسة الخارجية".وذكرت قناة "سي إن إن بالعربية" أن كيري أوضح أن النظام السوري يعمد إلى منع تسليم المعونات الغذائية والطبية والإنسانية الحيوية؛ ومع اقتراب فصل الشتاء، تصبح حياة آلاف الناس معرّضة للخطر"، مشيرًا إلى أن "العالم يعلم الآن أن بشار الأسد استخدم الأسلحة الكيماوية والقصف العشوائي والاعتقالات التعسفية والاغتصاب والتعذيب ضد أبناء شعبه؛ ولكن الشيء الآخر الذي لم يصل إلى أسماع الناس إلا بدرجة أقل بكثير، مع أنه لا يطاق بنفس الدرجة، هو حرمان قطاعات هائلة من السكان بصورة منتظمة ومنهجية من المساعدات الطبية والمواد الغذائية وغير ذلك من المعونات الإنسانية، هذا الحرمان من أبسط حقوق الإنسان ينبغي أن يتوقف قبل أن تصل حصيلة وفيات الحرب التي تجاوزت الآن 100 ألف نسمة حتى إلى مستويات كارثية أكثر جسامة".وأضاف المسؤول الأمريكي أنه "قد حفزت أنباء سوء التغذية عبر مساحات شاسعة من سوريا التي تعاني من حصار النظام، مجلس الأمن الدولي إلى إصدار بيان رئاسي يطالب بتوفير الوصول الفوري للمساعدة الإنسانية، ولدعم موقف الأممالمتحدة، يجب على كل دولة أن تطالب باتخاذ إجراء على أرض الواقع وفورًا".ويتضمن ذلك الحكومات التي سمحت لحلفائها السوريين بأن يمنعوا أو يقوضوا جهود الإغاثة الحيوية التي مفوّض القيام بها القانون الإنساني الدولي، مشيرًا إلى أن "الحكومة الأمريكية قامت بمساعٍ جوهرية للتخفيف من المعاناة، فمنذ بداية الأزمة السورية، تزعمت الولاياتالمتحدة كوكبة من المانحين الدوليين في المساهمة بنحو 1.4 مليار دولار للمساعدات الإنسانية، وقامت الوكالات الدولية الكبرى، ومن جملتها وكالة الأممالمتحدة لغوث اللاجئين، وبرنامج الغذاء العالمي، واللجنة الدولية للصليب الأحمر، والهلال الأحمر العربي السوري، وكبرى المنظمات الكبيرة غير الحكومية، بتوزيع المعونات على كل جزء من سوريا".وأضافت "سي إن إن"، أن وزير الخارجية الأمريكي نوّه "بأن العقبات موجودة على جانبي الحرب، ودوّن المراقبون الأجانب من الأممالمتحدة ومن منظمات غير حكومية الطرق التي منع بها المقاتلون المتطرفون من المعارضة تسليم المعونات إلى المحتاجين، وحولوا الإمدادات وانتهكوا الحقوق الإنسانية لأناس كانوا يحاولون إيصال هذه المساعدات"، مشيرًا إلى "ولكن سياسات النظام هي التي تهدد بارتكاب كارثة إنسانية والدفع بها نحو الهاوية، ذلك أن حكومة الأسد ترفض تسجيل وكالات المساعدات المشروعة، وتحجب المساعدات عند حدودها، وتطالب قوافل الأممالمتحدة بالسير على طرق ملتوية وعبر عشرات من حواجز التفتيش قبل أن يصلوا إلى المحتاجين، ودأب النظام بصورة منتظمة على منع وصول الشحنات الغذائية إلى المناطق ذات المواقع الاستراتيجية، ما أدى إلى تفاقم حصيلة الموت والبؤس".