أكد الدكتور سمير عويش، اختصاصي أمراض السكري بمستشفى مصطفى باشا الجامعي والأمين العام للجمعية الجزائرية لأمراض السكري، أنه خلال سنوات مضت كان السكري من النوع الأول هو المنتشر عند الأطفال وكذا الشباب والمراهقين. أرجع الدكتور عويش سبب ذلك إلى تحطيم الجسم لغدة البنكرياس، الأمر الذي يبقى تفسيره مجهولا علميا، وعن هذه النقطة أكدت البروفيسور زهية أربوش، رئيسة الجمعية الجزائرية لأمراض السكري، أن هناك فرضيات تقول إن الأطفال الذين تناولوا حليب البقر في صغرهم معرضون للإصابة بالداء، لكنها تبقى حسبها مجرد فرضيات. لكن ما حدث في السنوات الأخيرة مثّله طغيان النوع الثاني لداء السكري بدلا من الأول، والذي بات الأكثر انتشارا حيث يمثل 80 بالمائة من إصابات السكري، حسب ما أكده الدكتور عويش الذي أرجع السبب في ذلك إلى عوامل طرأت على المجتمع الجزائري، ومنها انتشار البدانة بين الأطفال والمراهقين، مع نقص الحركة الرياضية وشيوع موضة الأكل السريع الغني بالدهون، هذه العوامل يضاف إليها العامل الوراثي بسبب إصابة أحد الوالدين أو الأجداد بداء السكري. ورغم أن النوع الثاني يزحف في صمت إلا أن هناك أعراضا يجب الانتباه لها، كونها تظهر وتتطور بشكل تدريجي، ولا تظهر فجأة مثل مرض السكري من النوع الأول، وتشمل هذه الأعراض: التعب والغثيان وكثرة التبول والعطش بشكل غير طبيعي وانخفاض الوزن وتشوش الرؤية مع تكرر الالتهابات وتباطؤ الشفاء من الإصابات والجروح. لكن يحدث لدى بعض المرضى أن لا يظهر أي عرض من تلك الأعراض على الإطلاق، وهو ما يوجب من باب الوقاية، حسب المختصين، إجراء فحص للدم بصفة دورية ومنتظمة لتجنب داء السكري ومضاعفاته، خاصة وأن حالات الإصابة في تزايد مستمر، وما يخشاه المختصون هو تحوّل الداء إلى وباء يصيب الجزائريين بعد مدة، خاصة وأن أرقام الفدرالية الوطنية لجمعيات مرضى السكري أكدت إحصاء 15 ألف حالة جديدة سنويا. ما الفرق بين النوع الأول والنوع الثاني من السكري؟ يكمن الفرق بين نوعي داء السكري الأول والثاني في أنه في حالة الإصابة بالنوع الأول يكون البنكرياس عاجزا عن إنتاج الأنسولين تماما بسبب تحطم الخلايا المصنّعة له أو ينتجه بكميات قليلة جدا، وهو ما يعني خضوع المصاب للأنسولين يوميا ومدى الحياة، وعادة ما يظهر النوع الأول عند الأطفال والشباب كما قد يظهر في أية مرحلة عمرية، أما بالنسبة للنوع الثاني فيعاني فيه المرضى من مشكل إنتاج البنكرياس لكمية كافية من الأنسولين، غير أن الجسم ولأسباب غير مفهومة لا يستطيع الاستفادة منها بل يقاومها، والأشخاص الذين لديهم زيادة المقاومة للأنسولين هم العُرضة للإصابة بالنوع الثاني من السكري ومنهم البدناء، والمصابون بارتفاع الضغط الشرياني، والنساء اللواتي أنجبن مولودا يزن أكثر من 4 كلغ، كل هؤلاء يستعيضون عن الأنسولين الذي تقاومه أجسامهم بتعاطي أدوية خاصة لمدة سنوات، لكن بعد تلك المدة ينخفض إنتاج الأنسولين، فيصبح وضع المريض شبيها بوضع مرضى السكري من النوع الأول، حيث يتراكم الغلوكوز في الدم ويصبح وضع المريض شبيها بوضع مرضى السكري من النوع الأول وينتقل المريض إلى العلاج بالأنسولين مدى الحياة .