نعت منظمة الأممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم /اليونسكو/ المناضل والزعيم الجنوب إفريقي نيلسون مانديلا الذي فارق الحياة الخميس الماضي. وقالت إيرينا بوكوفا المديرة العامة للمنظمة - في بيان صحفي اليوم الأحد - أن "نيلسون مانديلا كان عملاقا بكل ما في الكلمة من معنى ورجلا عظيما إذ كرس حياته للحرية والتزم بمصالحة شعب مزقته العنصرية". وأضافت أن "مانديلا قد أنشأ أيضا مع شعب جنوب إفريقيا الذي غير حياته تغييرا جذريا علاقة مودة صادقة كادت تصل إلى حد القربى وهذا إنما هو دليل على الكاريزما الحقيقية التي كان يتمتع بها". وأوضحت بوكوفا أن "مانديلا الذي كان ناطقا باسم الشعب الأسود المضطهد بفعل الفصل العنصري قد اختار صوت الحوار بدلا من الانتقام لتأسيس جمهورية جنوب إفريقيا الديمقراطية الحالية على نحو سلمي (...) ويشكل مثل مانديلا البرهان الساطع الذي يظهر لشعوب العالم قاطبة أن السلام المستدام يبنى من خلال الحوار وليس بواسطة السلاح والعنف". وتابعت "لا أزال أذكر نيلسون مانديلا وهو يمشي بين الحشود ويحييها يوم أطلق سراحه ولا يزال هذا المشهد يشكل أحد أجمل تعابير انتصار العدالة والروح الإنسانية على القمع والعنصرية ويتعين على هذا المشهد أن يقوينا ويلهمنا" مشيرة إلى أن "مانديلا كان قد أعلن أن المسيرة نحو الحرية لا رجوع فيها (...) وعلينا اليوم أن نكمل هذه المسيرة". وذكر البيان أن "أسرة اليونسكو بكاملها تشارك أقرباء مانديلا وجمهورية جنوب إفريقيا حكومة وشعبا, مصابهم الأليم وتود في هذا اليوم بالذات أن تؤكد من جديد تمسكها بقيم السلام والتسامح التي جسدها نيلسون مانديلا وبالتزامه الثابت بتنمية هذه القيم". وأضاف أن مانديلا الحائز على جائزة فيليكس هوفويه بوانيي للسعي إلى السلام في عام 1991 وعلى جائزة نوبل للسلام في عام 1993 وعلى لقب سفير اليونسكو للنوايا الحسنة "كان قد أعلن مرات عدة أن مجلة رسالة اليونسكو ساعدته على تجاوز محنته طوال فترة احتجازه من خلال إطلاعه على أخبار وثقافات العالم بوصفها المنشورة الوحيدة التي كان يسمح له بقراءتها في السجن". وأشار البيان إلى أن مانديلا الذي منح بالإجماع لقب أب جمهورية جنوب إفريقيا المتعددة الأعراق والديمقراطية من دون تحفظ التي وصفت ب (الأمة قوس القزح) "كرس حياته كلها لمكافحة الفصل والتمييز العنصريين وكان قائدا تاريخيا متميزا عمل على مكافحة سياسة الفصل العنصري قبل أن يصبح الرئيس الأول لجمهورية جنوب إفريقيا من العام 1994 وحتى العام 1999". وأكدت /اليونسكو/ أن "الزعيم الراحل كرس السنوات الأخيرة من حياته لمكافحة أشكال أخرى من عدم المساواة ولا سيما الفقر والأمراض مثل الإيدز, التي يعاني منها بلده وكان بطل جنوب إفريقيا والقارة بشكل عام وسيبقى لفترة طويلة رمزا للبشرية بأسرها ومرجعا أخلاقيا وسياسيا لقادة العالم أجمعين".