انتقد وزراء خارجية بلدان إفريقية أعضاء غير دائمين في مجلس الأمن، استحواذ ثلاث دول كبرى على مفاصل هذه الهيئة الأممية التي تطرح أمامها 60 بالمائة من ملفات النزاعات المودعة إليها في إفريقيا، وبدأ مسؤولون أفارقة بحث هذه المفارقة في ملتقى تحتضنه الجزائر، إذ سمعت انتقادات حادة للهيئة الأممية بسبب عدم امتلاك القارة الإفريقية لممثل واحد له حق الفيتو. انتقد وزير الخارجية رمطان لعمامرة، توجيه مبالغ مالية هامة من الأممالمتحدة لتثبيت السلم في القارة الإفريقية بما أن معدل الثلثين من نزاعات العالم موجودة في إفريقيا، وقال الوزير لعمامرة في افتتاح أشغال الملتقى رفيع المستوى حول السلم والأمن بإفريقيا بالجزائر العاصمة أن الأصح كان ”أن توجه تلك الأموال لدعم التنمية”، وقصد أن الأصح أن تكون القارة الإفريقية خالية من النزاعات. وبرزت في حفل افتتاح الملتقى بمقر وزارة الخارجية أمس، نغمة إفريقية موحدة حول مسألة مدى عدالة نظام مجلس الأمن، لذلك لم تجد وزيرة خارجية رواندا، بدا من توجيه انتقادات لاذعة لهذه الهيئة الأممية بسبب استحواذ ثلاث دول فقط غير إفريقية على دراسة نزاعات القارة، موقف ساندها فيه وزير خارجية التشاد، مع العلم أن الدولتين تشاركان في عضوية مجلس الأمن عن كتلة إفريقيا إحداهما دخلته مؤخرا والأخرى ستغادره. وشددت وزيرة الخارجية والتعاون لدولة رواندا، لويز موشيكيوابو، أن مجلس الأمن يحتاج لإعادة نظر، وقالت ”غريب جدا أن نجد 20 بالمائة فقط من تشكيلة مجلس الأمن قادمة من إفريقيا، في حين أن ما لا يقل عن 60 بالمائة من الملفات المطروحة إفريقية”، ولفتت تقول ”يجب على إفريقيا أن تدافع عن مصالحها بصوت واحد.. كيف لثلاث دول أن تصنع مستقبل إفريقيا وتحل مشاكلها”. وشاطر الموقف مسؤول من نيجيريا التي دخلت مجلس الأمن كذلك، حيث مثل البلاد غودوين أوغاما المسؤول المساعد من أجل المنظمات الإقليمية والدولية. ويثير توقيت هذا الملتقى الذي نظمته الجزائر أكثر من علامة استفهام إن كان ردا على مناورة دبلوماسية محتملة من الرباط وباريس، فالأولى نظمت ملتقى حول أمن الحدود في شمال إفريقيا قبل أسابيع، والثانية اختتم بها ملتقى آخر أول أمس فقط حول السلم والأمن في إفريقيا، حيث قالت الجزائر من خلال وزارة الشؤون الخارجية، إن هذه المبادرة ”تشكل مساهمة إضافية لدعم عمل المنظمة في مجال السلم والأمن، وفرصة لتبادل وجهات النظر والتجارب وستخلق تفاعلا أفضل بين الدول الإفريقية المعنية والدول الأخرى العضوة في الاتحاد”. ويرى بيان وزارة الخارجية أن مجلس السلم والأمن للاتحاد الإفريقى ومجلس الأمن الدولى قد نسجا علاقات تعاونية وثيقة ينبغي دعمها أكثر، حتى يصبح صوت إفريقيا مسموعا بشكل أفضل ويتم التكفل بانشغالاتها بطريقة أحسن في إطار الزعامة المعترف بها لصالح إفريقيا وعلى أساس مبدأ امتلاك المنظمة القارية لمسارات تسوية المشاكل الإفريقية، علما أن الملتقى سيحضره الأعضاء الأفارقة في مجلس الأمن الدولي، مثل رواندا ونيجيريا وتشاد. ويعكف هذا الملتقى الذي يستمر حتى الغد على تحضير الأعضاء الأفارقة الجدد غير الدائمين في مجلس الأمن (نيجيريا والتشاد) لمعالجة المسائل المتعلقة بالأمن والسلم في القارة السمراء من خلال ”إحداث تفاعل أكثر انسجاما” بين مجلس الأمن الأممي ونظيره بالاتحاد الإفريقي من خلال هؤلاء الأعضاء. للتذكير كانت التشاد ونيجيريا قد انتخبا مؤخرا (18 أكتوبر) كأعضاء غير دائمين بمجلس الأمن لعهدة تستمر لسنتين، حيث انضما لرواندا التي انتقلت الى عضوية مجلس الأمن الأممي منذ سنة.