حرص الأمين العام لجبهة التحرير الوطني، عمار سعداني، على أن يخرج كل من حضر تأبينية رئيس جنوب إفريقيا، الراحل نيلسون مانديلا، وهو على قناعة بحجم الدور الذي أداه الرئيس بوتفليقة تحت قبة الأممالمتحدة عام 1974 لما ترأست الجزائر تلك الدورة بطرد نظام التمييز العنصري. وقال سعداني إن مانديلا مات وكله عرفان بسبب تلك الحادثة واستقباله في الجزائر خلال الثورة. لم تترك جبهة التحرير الوطني فرصة إحيائها لنشاط تأبيني في وفاة الرئيس السابق لجنوب إفريقيا، نيلسون مانديلا، دون أن يكون لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة نصيب من المدح حول الدور الذي أداه تحت قبة الأممالمتحدة، بصفته وزيرا لخارجية الجزائر التي ترأست دورة 1974، وجلب سعداني أحد ”المادحين” لبوتفليقة بالتخصص لسرد ما يعتبرها إنجازات الرئيس بتكليف الوزير السابق جمال ولد عباس بالحديث عن كواليس تلك القضية، وكيف ”طرد وزير الخارجية آنذاك عبد العزيز بوتفليقة ممثلي حكومة نظام الأبارتايد”. وقال ولد عباس، في تأبينية نظمها الأفالان بمقره في حيدرة أمس، وحضرها وزراء ودبلوماسيون وسفير جنوب إفريقيا، إن ”بوتفليقة الوحيد من كانت له الشجاعة في تفسير رفض مجلس الأمن ست مرات لعضوية نظام الأبارتايد، لقد خاطر وعرض نفسه على أعضاء الهيئة الأممية للتصويت مع بقاء نظام الأبارتايد أو مع طرده، وكان الأمر يعني مع بوتفليقة أو ضده، وجاءت النتيجة بالموافقة بالأغلبية ب198 صوت ضد 22 فقط”. وأضاف جمال ولد عباس يقول: ”بوتفليقة غير لجنة الأبارتايد التي كانت إحدى لجان الهيئة الأممية وبفضله باتت لجنة ضد نظام التمييز العنصري”، وختم موضحا: ”في الجزائر في تلك الفترة كانت هناك 27 حركة تحرر نشطة على أراضيها”. وقد أورد عمار سعداني مقاطع عن دور وزير الخارجية السابق عبد العزيز بوتفليقة ضمن كلمة تحدث فيها عن دور الجزائر في ”صناعة” الأسطورة نيلسون مانديلا، قائلا: ”الثورة الجزائرية كانت مصدر إلهام وكانت الدرب الكبير والمحطة الأولى له ورفاقه، والنموذج الأمثل لوقف مجازر النظام العنصري في جنوب إفريقيا”. وأشار أيضا أن ”تجربة الحرية والنضال والتجربة العسكرية والدبلوماسية والسياسية التي كان الأفالان يقودها هي التي دفعت بالراحل للسفر إلى الجزائر”.