أعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي، أمس، وفاة رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، الجنرال أرييل شارون، عن عمر ناهز الخامسة والثمانين عاما. هذا الخبر الذي نقلته الإذاعة المذكورة عن أحد أقارب شارون، جاء أسابيع قليلة بعد شيوع أخبار عن تدهور وضعيته الصحية بشكل واضح، بدا معه أن أيام الرجل أصبحت معدودة، خاصة أنه يرقد في غيبوبة منذ ثماني سنوات بعد تعرضه لسكتة دماغية في 4 جانفي من عام 2006. للإشارة، عمل شارون مدة طويلة في المجالين العسكري والسياسي، وقد كانت كل محطات حياته مثيرة للجدل، خاصة خلال حرب أكتوبر من عام ألف وتسعمائة وثلاثة وسبعين التي أنقذ في نهايتها الجيش الإسرائيلي من هزيمة ماحقة، ومن هذه المحطة العسكرية بدأ نجمه كعسكري في الصعود، كما ارتبط اسمع العسكري كذلك بغزو لبنان عام اثنتين وثمانين ودخول قواته جزءا من العاصمة بيروت، ليدخل التاريخ بعد ذلك كدموي لوقوفه وراء مجازر صبرا وشاتيلا، التي ذبح فيها حلفاؤه من اللبنانيين آلاف النساء والأطفال من سكان المخيمين. وقبل هذه الأحداث، تذكر وثائق إسرائيلية أنه شارك في حرب 1956، وكان ضمن الفيالق التي هاجمت سوريا، أما في حرب 1967 فقد خاض الحرب على جبهة سيناء المصرية. سياسيا، عرف عنه انتماؤه إلى اليمين، فكانت بداياته في تجمع الليكود لسنوات طويلة قبل أن يؤسس حزبا خاصا به أسماه حزب “كاديما”، وخلال هذه الفترة شغل منصب رئيس الوزراء خلال الفترة ما بين عامي 2001 و2006، ويسجل عنه خلال هذه المرحلة السياسية اتخاذه قرار الانسحاب من قطاع غزة وإعادتها للفلسطينيين بعد سنوات من انطلاق سياسة التفاوض بين طرفي مشكلة الشرق الأوسط المستعصية عن الحل لحد اليوم. وجاء أول رد فعل على وفاة شارون من حركة المقاومة الإسلامية “حماس” التي اعتبرتها “لحظة تاريخية” للشعب الفلسطيني، معتبرة أن شارون “مجرم قاتل”، وقال سامي أبو زهري، المتحدث باسم حماس، إن “شعبنا الفلسطيني يعيش لحظات تاريخية برحيل هذا المجرم القاتل الذي تلطخت يداه بدماء شعبنا الفلسطيني وقياداته”. وأضاف أبو زهري أن “وفاة شارون بعد ثمانية أعوام من الغيبوبة تعتبر آية من آيات الله وعبرة لكل الطواغيت”.