من العبث الاعتقاد بإمكانية فتح المجال السياسي خلال ثلاثة أشهر قدمت جبهة القوى الاشتراكية مؤشرات عن عدم المشاركة في الانتخابات الرئاسية المقررة في أفريل المقبل، واعتبرت أن هذه الرئاسيات مغلقة، وشككت في إمكانية أن يحظى الموعد الرئاسي بطابع التعددية والنزاهة. قال الأمين الأول لحزب جبهة القوى الاشتراكية، أحمد بطاطاش، في افتتاح ندوة سياسية حول “مسارات الانتقال الديمقراطي” إنه “حسب رؤية وتحليل الحزب، فإن الوضعية السياسية للبلاد، وكل المؤشرات تدل على أن الموعد القادم سيكون مغلقا، لأن النظام أصلا مغلق”، وأضاف بأنه “من العبث والغباء السياسي الاعتقاد بإمكانية فتح المجال السياسي في غضون ثلاثة أشهر للوصول إلى اقتراع عام تعددي حر ونزيه”. واعتبر نفس المصدر أن مآلات المشهد السياسي في الجزائر، تفرض مناقشة ثلاثة تساؤلات: “هل عرفت الجزائر حقا مسارا انتقاليا ديمقراطيا، وهل الجزائر بحاجة اليوم إلى مسار انتقال ديمقراطي، وكيف ومع من يشيد هذا المسار..؟”، مشيرا إلى أن “مسألة الانتقال الديمقراطي في الجزائر على أسس صحيحة وسليمة للخروج من نظام تسلطي وشمولي إلى نظام ديمقراطي، يظل من أولويات نضال الأفافاس”. وأدرج بطاطاش النظام الجزائري ضمن سياقات تشهدها المنطقة، والحراك الذي يستهدف تغيير الأنظمة، “وهذه الأنظمة لن تستطيع الصمود أمامها، لأنها لن تقدر على مواجهة إرادة الشعوب”، مشيرا إلى أنه “أمام هذه الأنظمة خياران وهما إما الهروب إلى الأمام وبالتالي الدخول في دوامات من اللااستقرار والعنف، كما حصل مع الأنظمة العربية في ظل ما اصطلح على تسميته بالربيع العربي، أو خيار الشروع في مسار انتقالي ديمقراطي يضمن نقل السلطة إلى مؤسسات منتخبة فعلا في ظل اقتراع عام تعددي حر”. وتعطي هذه التصريحات مؤشرات واضحة على توجه جبهة القوى الاشتراكية نحو مقاطعة الانتخابات الرئاسية المقبلة، خاصة وأن الحزب - وإضافة إلى العوامل المتصلة بالظروف التي ستجري فيها الانتخابات الرئاسية المقبلة - لا يملك في الوقت الحالي شخصية ضمن قياداته، يمكن أن تكون مرشحا لمنصب الرئاسة، بعد قرار زعيمه التاريخي حسين آيت أحمد التنحي من المشهد السياسي.