حدث انجراف معتبر للتربة على الطريق السيار شرق-غرب على بعد حوالي كيلومتر واحد من قرية جنين مسكين التابعة لبلدية زهانة بولاية معسكر، حيث جرفت الأتربة المنحدرة من مرتفع جبلي جزءا كبيرا من الطريق، ما جعل السيارات والشاحنات تكتفي باستعمال رواقين فقط. وقع هذا الانجراف الذي يعتبر الثالث من نوعه على الطريق السيار في جزئه الغربي، بعد الأمطار الغزيرة التي تهاطلت بداية الأسبوع على المنطقة، حيث تفاجأ مستعملو الطريق من مشهد ارتفاع الجدار الإسمنتي الجانبي بحوالي مترين عن مستواه، في حين صعد الإسفلت إلى مستوى يفوق المتر. وعمدت سلطات دائرة زهانة إلى وضع حواجز وإشارات قريبا من موقع الانجراف لتنبيه السائقين، إلا أن الإشارات وضعت على مقربة حوالي 100 متر فقط من موقع الانجراف، ولا توجد إلى غاية يوم أمس الجمعة إشارات تدل على ذلك عند مدخل جزء الطريق السيار المؤدي إلى سيدي بلعباس وتلمسان، والذي يبعد عن الموقع ب14 كيلومتر، وهو ما اعتبره مستعملو الطريق تقصيرا، حيث يتوجب تنبيههم قبل الاقتراب منه لاتخاذ احتياطات السير وتخفيض السرعة. ومن حسن الحظ أنه لم يتم تسجيل أي حادث مروري منذ وقوع الانجراف يوم الأحد الماضي، إلا أن الحادثة بينت عيبامن عيوب إنجاز “مشروع القرن” الذي تتكرر فيه الانجرافات، على غرار ما وقع في نفق جبل الوحش بقسنطينة، وقبلها مرتفعات عين الدفلى، والانجراف السابق الذي وقع أيضا في الجزء الغربي للطريق السيار في منطقة عين نحالة بولاية تلمسان، وفي ولاية سيدي بعباس أيضا في الطريق الاجتنابي على مستوى بلدية بودواو ببومرداس، ونفقي بوزقزة والبويرة. ويلاحظ العابر قرب موقع الانجراف في جنين مسكين دائرة زهانة، أن الجبل الذي تم فصله إلى جزأين لتمرير الطريق السيار، لم يخضع إلى عملية تشجير على جانبي الطريق على خلاف ما كان مبرمجا، كما يندهش المارة لهشاشة الطريق الذي صعد مستواه كأنه موضوع فوق طبقة خفيفة من التراب. ومعلوم أن الجزء الغربي للطريق السيار أنجزته الشركة الصينية “سيتيك”، وكان يعتبر أحسن أجزاء “مشروع القرن”، إلا أن العيوب بدأت تظهر عليه، على غرار الجزء المؤدي إلى ولاية وهران مرورا بوادي تليلات، والذي ظهرت على أرضيته بقع وخطوط من مادة القطران (غودرون) التي ذابت بفعل الحرارة، وتحولت إلى نتوءات في هذه الأيام الباردة. وتنوعت الأقوال حول أسباب هذا الانجراف، من قائل إن أشغال الطريق لم تتم بصفة جيدة، ما جعله هشا، في حين يرى آخرون أنه يمكن أن يكون للانفجارات الكثيرة التي تتم في محاجر المنطقة مفعولها، علما أن منطقة جنين مسكين يقع فيها مركب الإسمنت لزهانة الذي يقوم بتفجيرات منتظمة في الجبال القريبة لاستخراج المادة الأولية، يضاف إليه محاجر الشركات الخاصة التي تستخرج التراب من المنطقة لاستخدامها في أشغال الخط المزدوج للسكة الحديدية. ولم تقم السلطات المحلية لولاية معسكر ولا وكالة الطريق السيار منذ وقوع هذا الحادث، بأي جهد في مجال الاتصال لإعلام مستعملي الطريق السيار بهذا الحادث، واكتفت لحد الآن بوضع حواجز من البلاستيك الأحمر حوله فقط.