لازالت مواقف المسؤولين في الحكومة حول مسألة الأزمة المسجلة في توفير أكياس الحليب، تتباين بين مؤيد لفرضية ارتفاع أسعار مسحوق في الأسواق العالمية، ومشكك في تحويل المسحوق المدعم للاستعمال لأغراض أخرى مثل إنتاج مختلف الأجبان والألبان، ليأتي وزير الفلاحة، عبد الوهاب نوري، ويتكلم عن مجموعة من المضاربين تتسببوا في افتعال أزمة الحليب، ستكشف التحقيقات عن أسمائهم قريبا. جاءت أرقام مصالح الجمارك لتؤكد بأن أزمة الحليب مفتعلة، ولا علاقة لها بوفرة المسحوق أو غلاء أسعارها في الأسواق الدولية، بالنظر إلى الكميات الهائلة التي استوردتها الجزائر سنة 2013، والتي قدر حجمها ب262 ألف طن، عجزت عن تسوية مشاكل اختلال السوق الداخلي لتوفير أكياس الحليب. وأنفقت الجزائر لاقتناء هذه الكميات ما تجاوز المليار دولار، لتتحمّل أيضا خزينة الدولة تكاليف دعمها للحفاظ على مستوى أسعار مسقف عند 25 دينارا للكيس الواحد من الحليب. ومقارنة بالكميات المستوردة سنة 2012، كشفت ذات الأرقام أن حجم واردات بودرة الحليب قد انخفض ب37 ألف طن، حيث كانت تقدر ب300 ألف طن نهاية سنة 2012 بما قيمته المليار دولار، ما أرجعه العديد من المحللين إلى تجنب التزود بالبودرة من طرف المتعاملين الذين فضّلوا انتظار انخفاض أسعارها التي ارتفعت بشكل قياسي. من جهة أخرى، بلغت قيمة الواردات الإجمالية للحليب ومشتقاته ما قيمته 1,13 مليار دولار نهاية السنة الماضية، مقابل 1,15 مليار دولار لنفس الفترة من سنة 2012، منها 60 مليون دولار خصصت لاستيراد الزبدة ومواد دسمة أخرى. وكان تسجيل أزمة التزود بحليب الأكياس، قد تزامن وارتفاع أسعار الحليب المسوق في العلب وبعض مشتقاته من الياغورت، وهو الارتفاع الذي برره وزير التجارة، مصطفى بن بادة، بارتفاع أسعار مسحوق الحليب في الأسواق الدولية، مشيرا إلى أنه ارتفاع ظرفي في انتظار انخفاض أسعار هذه الأخيرة. من جهته، كان الوزير الأول، عبد المالك سلال، قد أعطى تعليمات للرفع من إنتاج حليب الأكياس المدعم. وزير التجارة ينفي وجود أزمة حليب نفى وزير التجارة مصطفى بن بادة أمس في قالمة، وجود أزمة في الحليب على المستوى الوطني، ووصف ما يحصل بالاضطراب المؤقت في توفير المادة من قبل المنتجين، وربط ذلك بزيادة الطلب على كيس الحليب بسبب ارتفاع المسحوق في السوق العالمية، ودعا المنتجين إلى مضاعفة الكميات. وقال الوزير خلال ندوة صحفية عقدها أمس بمقر مديرية التجارة فيما يتعلق بمشكل الندرة المسجل في الحليب، إن ارتفاع سعر مسحوق الحليب في السوق العالمي خلال شهري نوفمبر وديسمبر الماضيين هو ما رفع سعر الحليب ”بودرة”، وجعل المستهلك يقبل على حليب الأكياس، وهو ما أفرز حالة من الاختلال بين العرض والطلب، وذكر الوزير أنه حث ديوان الحليب على ضرورة دفع المنتجين لرفع الكميات. قالمة: م. أم السعد مسيرة ضد ارتفاع أسعار الحليب ببجاية نظمت عدة جمعيات صبيحة أمس تحت إشراف جمعية حماية المستهلك، مسيرة حاشدة انطلقت من دار الثقافة متوجهة نحو مقر الولاية مرورا بشارع الحرية وكريم بلقاسم، رفعوا خلالها شعارات منددة بارتفاع أسعار الحليب ومشتقاته خاصة حليب الأطفال الذي عرفت أسعاره ارتفاعا مذهلا تراوح بين 30 إلى 60 دينارا، واعتبر الكثير أن ما يحدث مجرد ابتزاز لجيب المواطن الضعيف، وقال أحدهم إن المنتجين الجزائريين وحدهم في العالم من يدعي ارتفاع أسعار المواد الأولية في الأسواق الدولية. وأجمع أغلب المشاركين في المسيرة على ضرورة تدخل الدولة لفرض سلطتها وهيمنتها وتنظيم السوق ومعاقبة المتلاعبين بالوجبة الأولى للأطفال الجزائريين، وقال ممثل جمعية من سوق الاثنين إنه من الأفضل للدولة أن تتدخل قبل فوات الأوان، خاصة أنه يستحيل على الجمعية دعوة المواطنين إلى الإضراب عن استهلاك الحليب مثل ما فعلت مع البيض. بجاية: ع. رضوان