حذر وزير النقل عمار غول اليوم الاثنين من تفاقم مشكل اختناق الطرق بالجزائر العاصمة مشددا على ضرورة تدارك الوضع في أقرب الآجال من خلال إجراءات استعجالية ينتظر اتخاذها في مجلس وزاري مشترك سيعقد قريبا. وأوضح السيد غول في رده على سؤال لنائب بالمجلس الشعبي الوطني حول اختناق الطرقات بالعاصمة أن هذه "الإشكالية المعقدة" الناجمة عن "تراكمات الماضي" ترجع إلى كون طرقات العاصمة لم تعد قادرة على استيعاب الأعداد الهائلة من المركبات التي تتنقل بها. أشار في هذا الخصوص إلى أن 70 إلى 75 بالمائة من المركبات التي تدخل العاصمة لا تنقل سوى فرد واحد إضافة إلى إحصاء 400.000 سيارة يوميا تستخدم لأغراض "لا مبررلها". وتعرف العاصمة تمركز غالبية الهيئات الإدارية و الجامعات و المدارس بها إضافة إلى وجود ميناء تجاري يستقطب إليه حوالي 1.000 شاحنة يوميا. وشدد ممثل الحكومة على ضرورة تدارك هذا الوضع و تفادي انتشاره في مدن وبلديات الوطن معتبرا أن حل إشكالية الضغط المروري يتم من خلال تضافر مجهودات قطاعات عدة. وذكر السيد غول بالمجلس الوزاري المشترك الذي سينعقد قريبا و الذي ستتخد خلاله تدابير استعجالية وأخرى على المديين المتوسط و البعيد للتخفيف من الازدحام الذي أضحى يسجل طيلة اليوم و ليس ساعات الذروة فقط. وأشار أيضا إلى التوصيات التي جاءت بها الجلسات الوطنية للنقل التي انعقدت في ديسمبر الفارط والتي ستعرض الأسبوع المقبل على الحكومة للمصادقة عليها للبدء في تطبيقها.و حسب وزارة النقل فقد نصبت لجنة وطنية مكلفة بالاشراف على تنفيذ برنامج الوزارة الخاص بتحسين الخدمة العمومية في قطاع النقل بمختلف انماطه. كما ذكر ببعض الإجراءات المتخذة في القطاع على غرار إعادة تنظيم النقل الجماعي (السكة الحديدية و المترو و الترامواي و المصاعد الهوائية) و مشاريع النقل الاخرى المبرمجة مستقبلا. ويتعلق الأمر بتسريع وتيرة انجاز توسيع خط المترو و الترامواي بعدد من المدن و خط السكة الحديدية بئر توتة-زرالدة والمصاعد الهوائية واد قريش-بوزريعة و باب الواد-الزغارة وانجاز 7 مواقف سيارات بضواحي العاصمة و أيضا إشارات المرور التي سيتم وضعها على مستوى 500 نقطة في العاصمة. كما سيساهم النقل البحري الحضري في تخفيف الضغط على عاصمة البلاد حيث ستربط بكل من بومرداس و زرالدة و تيبازة عن طريق خطوط نقل بحرية. و أكد السيد غول على ضرورة تكامل مختلف وسائل النقل البرية و البحرية والجوية لتحقيق تناسق يسمح بتشجيع المواطنين على استعمالها بدلا عن النقل الفردي. وفي رده على سؤال آخر حول غلق الخط الجوي الجزائر-مشرية (النعامة) قال السيد غول أن هذا القرار جاء نتيجة عدم ربحية هذا الخط من الناحية الاقتصادية لعدم وجود الطلب الكافي. و أضاف أن ارتفاع الطلب على خطوط أخرى -في الوقت الذي كان يعاني فيه الأسطول الجوي نقصا- أدى أيضا إلى إلغاء خط الجزائر-مشرية.